درس الباحثون آثار درجة الحرارة على جودة النوم عبر أجهزة تتبع النوم التي يمكن ارتداؤها، ووجدوا أن ارتفاع درجات الحرارة أثناء الليل يرتبط بالأرق وصعوبات النوم على مستوى العالم، وخلصت الدراسة إلى أنه من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى انتشار الأرق وسوء النوم بشكل أكبر.
الأرق وصعوبات النوم
يؤثر انخفاض جودة النوم على الصحة العقلية للإنسان والأداء المعرفي، إضافة إلى أنه يؤثر على الصحة الجسدية ووظائف الأعضاء بشكل عام. وقام الباحثون بتحليل عينة عالمية من بيانات النوم المأخوذة من أربطة المعصم لتتبع النوم، فوجدوا أن زيادة درجات الحرارة مرتبطة بقلة مدة النوم وجودته. وقال الدكتور مارشال بيرك من جامعة ستانفورد : "أظهرت الدراسات من تخصصات متعددة مرارًا وتكرارًا أن قلة النوم متورطة في مجموعة من النتائج الصحية السلبية ، من انخفاض وظيفة المناعة إلى تدهور نتائج القلب والأوعية الدموية إلى ضعف الصحة العقلية" . وأضاف أن تأثيرات درجات الحرارة منتشرة على نطاق واسع وأن درجات الحرارة الليلية الحارة ستصبح شائعة بشكل متزايد في العقود القادمة.
جودة النوم ودرجات الحرارة
فحص الباحثون 10 مليارات عينة للنوم في دراستهم، تشمل أكثر من 7 ملايين سجل نوم يومي متكرر من 47628 بالغًا في 68 دولة في كل قارة، باستثناء القارة القطبية الجنوبية، تضمنت هذه الملاحظات مدة النوم ليلا وتوقيت النوم: بداية النوم ، والنوم في منتصف النهار، والنوم ليلاً. اقرأ أيضاً: تعرف على مرض القولون العصبي.. أعراضه أسبابه وطرق العلاج منه ثم قارن الباحثون هذه البيانات مع بيانات الأرصاد الجوية والمناخية المحددة جغرافياً. ووجدوا أن الزيادات في درجة الحرارة أثناء الليل تقلل من مدة النوم بغض النظر عن الموقع وتزداد التأثيرات مع زيادة درجة الحرارة. وأشاروا إلى أن احتمال النوم أقل من 7 ساعات يزداد تدريجياً حتى 10 درجات مئوية، وعندما تتجاوز درجات الحرارة 10 درجات مئوية، تزداد فرصة قلة النوم بمعدل مرتفع.
وتم ربط درجات الحرارة الليلية التي تزيد عن 25 درجة مئوية بحدوث صعوبات النوم بـ 14 دقيقة من أولئك الذين ينامون في درجات حرارة أقل من 10 درجات مئوية.
وتأثرت بعض الديموغرافيات أكثر من غيرها، حيث أثرت الزيادة في درجة الحرارة الدنيا بدرجة واحدة مئوية على كبار السن بمقدار ضعف ما أثرت عليه المجموعات الأخرى.
وكان أولئك الذين يعيشون في البلدان الفقيرة أكثر تضررا بثلاث مرات من أولئك الذين يعيشون في البلدان الأكثر ثراء، وكانت النساء أكثر تضررا من الرجال.
ووجدوا كذلك أن الناس لا يتأقلمون مع النوم في درجات حرارة أكثر دفئًا مما يعني أن نوعية النوم تكون أقل بشكل عام في المناخات الأكثر دفئًا منها في الأجواء الأكثر برودة.
اقرأ أيضاً:
الفرق بين متلازمة القلب المكسور والنوبة القلبية.. وهل هي قاتلة؟
كيف تؤثر الحرارة على جودة النوم
يعتمد ذلك على عدة عوامل، قال البروفيسور توني كابون ، مدير معهد موناش للتنمية المستدامة : "يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة الاستيقاظ وتقليل نوم الموجة البطيئة ( النوم العميق) ، وهي مرحلة مهمة من النوم تساعد على تعافي الجسد " . ولاحظ الباحثون أن التأثيرات المتزايدة بين كبار السن قد تكون بسبب ضعف استجابة التنظيم الحراري لدرجات الحرارة البيئية مما يخلق حساسية أعلى لارتفاع درجات الحرارة ليلاً.
وكتبوا أن الفروق الطفيفة بين الجنسين قد تأتي حيث تميل النساء إلى أن يكون لديهن دهون تحت الجلد أكثر سمكًا من الرجال، مما قد يضعف فقدان الحرارة الليلي.
علاوة على ذلك، فإن درجات حرارة الجسم لدى الإناث تنخفض في وقت مبكر من المساء مقارنة بالذكور، مما يعرض النساء لدرجات حرارة بيئية أعلى عند بداية النوم.
اقرأ أيضاً:
تشنجات الساق ليلاً.. أسبابها ومتى تكون مؤشرات لأمراض أخرى
