اشتعلت الصراعات والحروب خلال العقدين الفائتين، في العديد من الدول حول العالم، لتكون فرصة سانحة أمام سوق السلاح العالمية، حيث كشف تقرير أمريكي عن حجم مبيعات الدول للسلاح مؤكداً ارتفاع نسبة تلك المبيعات بسبب الحروب والصراعات.
الأرباح الأمريكية في سوق السلاح العالمية
وأظهر تقرير نشرته وزارة العدل الأميركية، الثلاثاء، أن شركات تصنيع الأسلحة النارية الأميركية أنتجت خلال العقدين الماضيين حوالي 140 مليون قطعة سلاح مخصصة للأفراد.
وأشار التقرير إلى أن الشركات الأميركية أنتجت 139 مليون قطعة سلاح ناري مخصصة للبيع للأفراد، بينها 11.3 مليون قطعة أنتجت في العام 2020 لوحدها.
وأوضح بأن الولايات المتحدة استوردت، في الفترة نفسها، 71 مليون قطعة سلاح ناري وصدرت 7.5 مليون قطعة فقط، الأمر الذي يعكس الكم الهائل من الأسلحة النارية المتوفرة في البلاد والذي ساهم في تصاعد أعمال العنف المسلح وجرائم القتل وعمليات الانتحار.
ووفق التقرير، فإن قطاع صناعة الأسلحة النارية زاد أضعافاً خلال السنوات العشرين الماضية، إذ إن عدد شركات صناعة السلاح العاملة في الولايات المتحدة زاد من 2222 شركة في العام 2000 إلى 16,936 شركة في العام 2020.
كما قفز الإنتاج السنوي للأسلحة النارية المخصصة للبيع التجاري من 3.9 مليون قطعة عام 2000 إلى 11.3 مليون قطعة في العام 2020، علماً بأن هذا الرقم بلغ ذروته في العام 2016 بتسجيله 11.9 مليون قطعة سلاح.
ويأتي نشر هذا التقرير بعد عطلة نهاية أسبوع شهدت خلالها الولايات المتحدة عمليتي إطلاق نار جماعيتين، نفذ أولاهما في بوفالو بنيويورك شاب عنصري من دعاة تفوق العرق الأبيض أردى 10 من المواطنين السود، في حين سقط في الثانية في لوس أنجلوس بكاليفورنيا قتيل و5 جرحى.
روسيا تعتبره مصدر دخل
وأما الدولة الثانية في سوق السلاح العالمية "روسيا" فقد صرح يوري بوريسوف، نائب رئيس الوزراء الروسي، بأن روسيا تستحوذ على حوالي 20٪ من سوق الأسلحة العالمية، ويبلغ إجمالي محفظة الطلبات على الأسلحة الروسية حوالي 50 مليار دولار.
[caption id="attachment_447165" align="aligncenter" width="1200"]

أمريكا وروسيا تكشفان أرباحهما في سوق السلاح العالمية خلال عقدين[/caption]
وقال بوريسوف في كلمة ألقاها يوم الأربعاء في منتدى المعرفة: "تحتل الولايات المتحدة المركز الأول بحجم 39٪ من إجمالي سوق الأسلحة العالمية، وروسيا، التي تمتلك ميزانية أقل (من أمريكا) بعدة مرات مما تنفقه على التسلح، حظيت بثبات بحصة تبلغ حوالي 20٪ من السوق العالمية للسلاح لسنوات عديدة، وبهامش فارق كبير عن فرنسا التي تملك حصة نسبتها 11٪ ".
وأوضح نائب رئيس الوزراء الروسي أن المشترين الرئيسيين للأسلحة الروسية هم الهند والصين والجزائر ومصر، مشيراً إلى أن محفظة الطلبات على الأسلحة الروسية لسنوات عديدة قادمة تبلغ حوالي 50 مليار دولار، ويتم تصدير الأسلحة سنوياً مقابل 14 إلى 15 مليار دولار.
واعتبر نائب رئيس الوزراء الروسي أن "هذا مصدر دخل معتبر إلى حد ما. أعتقد أنه بعد صادرات المحروقات والمواد الغذائية والقمح، هو الثالث من مجموع عائدات صادراتنا".
يذكر أنّ الحروب التي اندلعت في العالم كانت روسيا والولايات المتحدة طرفاً بمعظمها، وخصوصاً بمناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى الحرب الأخيرة في القارة الأوربية بين روسيا وأوكرانيا.
[caption id="attachment_447164" align="aligncenter" width="1200"]

أمريكا وروسيا تكشفان أرباحهما في سوق السلاح العالمية خلال عقدين[/caption]