في مناظرة تلفزيونية حادة قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة يوم الأحد المقبل، اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان بأنها "عبدة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب حصول حزبها على قرض قبل أعوام من بنك روسي.
https://twitter.com/France24_ar/status/1516846689969217546?t=YmmEU4bev64noOHZNZ4Qfg&s=19
مناظرة حادة بين ماكرون ولوبان
تخللت المناظرة الوحيدة بين ماكرون ولوبان، والتي امتدت إلى الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، اتهامات من كل طرف إلى الآخر بأنه غير مؤهل لقيادة فرنسا التي تملك حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وثاني أكبر قوة اقتصادية في أوروبا.
https://twitter.com/walahmar/status/1516865934014693383?t=0nh_GwI3_rMNkIi-f0QWQQ&s=19
وخلال حديثه، اتهم ماكرون لوبان بأن لديها رغبة غير منقوصة في إخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبي وبـ"التبعية للسلطة الروسية ورئيسها بوتين"، لتردّ الأخيرة نافيةً اتهام منافسها بالقول "أنا امرأة حرة تماماً"، كما تعهدت بإعادة الأموال إلى جيوب ملايين الفرنسيين الذين زادوا "فقراً" خلال 5 سنوات من رئاسة ماكرون.
ومع احتدام النقاش حول ديون فرنسا، قال ماكرون "كفي عن خلط الأمور ببعضها"، لترد لوبان التي حاولت تجنب الزلات التي وقعت فيها في مناظرة سابقة في انتخابات 2017، قائلةً "لا تعطني دروساً".
وأشارت مرشحة حزب التجمّع الوطني للرئاسة الفرنسية إلى أنها لا تتفق مع عقوبة منع استيراد الغاز والنفط الروسي، معتبرةً أنها "لن تضرّ روسيا ولكن الشعب الفرنسي فقط".
لوبان مترددة أمام ماكرون
وبحسب محللين، كانت أقوى نقاط الهجوم لدى ماكرون هو القرض الذي حصل عليه حزب لوبان لحملتها في انتخابات 2017 من بنك روسي، لافتين إلى أن لوبان بدت خلال المناظرة "مترددة ومنكفئة ومتلعثمة أحياناً"، وفي المقابل كان ماكرون "مبادراً ومنظماً في أفكاره".
وحاولت لوبان خلال حديثها إيقاع كامرون في فخ الأرقام لكنها وقعت هي، أحرجها عندما قال إن دعوتها إلى منع الحجاب في الأماكن العامة ستؤدي إلى حرب أهلية، فتراجعت حدة طرحها في هذا المجال.
فقال الرئيس الفرنسي إن"مسألة الحجاب تخصّ ديناً معيناً، العلمانية ليست محاربة أي دين، الحجاب ممنوع في المدرسة، أما منعُه في المدن فسيؤدي إلى حرب أهلية وما تقولينه خطير جداً".
وردت لوبان بالقول: "سأمنع الحجاب في الأماكن العامة، فهو لباس يفرضه المتطرفون، لا أخوض حرباً ضد المسلمين، في حالات معينة هم ضحايا المتطرفين".
وظل المرشحان يتبادلان الاتهامات بالفشل في التجاوب مع مخاوف الناخبين الحقيقية.
وتقدم الانتخابات للفرنسيين رؤيتين متعارضتين لبلادهم، إذ يقدم الرئيس الفرنسي برنامجاً ليبرالياً مؤيداً لأوروبا، بينما تأسس برنامج لوبان القومي على شكوك عميقة تجاه أوروبا.
وجرى كثير من المساومات خلف الكواليس قبل المناظرة، بدءاً بدرجة حرارة الغرفة إلى اللجوء إلى عملة لتحديد بأي موضوع ستبدأ المناظرة، تكاليف المعيشة، ومن الذي سيتحدث أولاً، بحسب وسائل إعلام فرنسية.
كذلك، أظهر استطلاع أجرته مؤسسة أوبنيان واي-كيا بارتنرز لصالح صحيفة ليزيكو أن حوالي 14 بالمئة من الناخبين كانوا ينتظرون المناظرة لتحديد من سيصوتون له، بينما قال 12 بالمئة إنهم سيحسمون أمرهم إذا كانوا سيصوتون من الأساس.