تقرير أمريكي يكشف سر غموض موقف إسرائيل من أزمة أوكرانيا وحياديتها الحذرة.. 3 أسباب وراء ذلك
نشر في
13 أبريل, 2022
|
7,425 مشاهدة
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقريرٍ لها إنَّ حالة غموض وارتباك تسود موقف إسرائيل من أزمة أوكرانيا، بشكل أثار تساؤلات حول أسباب هذا الغموض، هل يرجع إلى عدم الرغبة في إغضاب روسيا أم بسبب تأثير الأثرياء اليهود الروس على الحكومة الإسرائيلية؟
سرّ غموض موقف إسرائيل من أوكرانياوأوضحت أن أفيغدور ليبرمان وزيرة مالية إسرائيل السوفييتي المولد، كان واحداً ممن حاولوا إمساك العصا من المنتصف في محاولته لصياغة موقف إسرائيل من أزمة أوكرانيا.ويوم أمس الثلاثاء، قال الوزير اليميني المتطرف لإذاعة راديو: "روسيا تتهم أوكرانيا، وأوكرانيا تتهم روسيا. بينما نحتاج هنا للحفاظ على موقف إسرائيل الأخلاقي من ناحية وعلى مصالحها من ناحيةٍ أخرى".بحسب "نيويورك تايمز" فإن هذا التصريح يسلط الضوء على الأسباب المحتملة وراء موقف إسرائيل من أزمة أوكرانيا، الذي بدا حذراً.كما أن هناك من يرى أن موقف إسرائيل من أزمة أوكرانيا "نابع من الدور السياسي والاجتماعي الذي يلعبه الإسرائيليون الناطقون بالروسية من دول الاتحاد السوفييتي السابقة، وخاصةً رجال الأعمال الروس- الإسرائيليين المرتبطين بالكرملين".وتجنّب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، انتقاد روسيا بشكلٍ مباشر عموماً، تاركاً توجيه الإدانات للكرملين لوزير خارجيته يائير لبيد، وفقاً للتقرير الأمريكي.
مصالح إسرائيل من الحيادية بأزمة أوكرانيا
يُنظر إلى هذه الموازنة الحساسة في موقف إسرائيل من أزمة أوكرانيا، بحسب التقرير، على أنها محاولة من أجل السماح لإسرائيل بالوساطة بين الجانبين الروسي والأوكراني، وتجنب تعريض اليهود في روسيا وأوكرانيا لهجمات معادية للسامية، والحفاظ على العلاقة الحساسة مع الجيش الروسي في سوريا.ولكن أدى عزوف إسرائيل عن إغضاب روسيا إلى زيادة التدقيق في حجم تأثير رجال الأعمال والساسة الناطقين بالروسية على عملية صنع السياسات والمجتمع الإسرائيلي.بحسب بيانات الحكومة الإسرائيلية، فإن من بين 9.2 مليون مواطن، ينحدر نحو 13% من جمهوريات سوفييتية سابقة وتأهلوا للجنسية بفضل أصولهم اليهودية.وأصبح بعضهم من الشخصيات السياسية الرفيعة مثل أفيغدور ليبرمان وزئيف إلكين، بينما صار العديدون من أكبر المتبرعين للمؤسسات السياسية الإسرائيلية مثل رومان أبراموفيتش، الملياردير الذي عاقبته بريطانيا بسبب علاقاته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.وترجع أصول ثلث سكان إسرائيل الناطقين بالروسية تقريباً إلى خلفيات أوكرانية، أي نفس عدد أولئك الذين ترجع أصولهم إلى روسيا نفسها، وفقاً لنيويورك تايمز.
أفراد الأوليغارشية الروسية-الإسرائيلية
نقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إنَّ "النفوذ الذي يتمتع به أفراد الأوليغارشية الروسية-الإسرائيلية، ليس السبب وراء موقف إسرائيل المحايد من الحرب الأوكرانية، إذ يرجع القرار في المقام الأول إلى مخاوف الأمن القومي الإسرائيلي".إذ قال ليونيد نيفزلين الملياردير الروسي-الإسرائيلي، الذي يمتلك حصة أقلية في صحيفة "هآرتس": "لا أرى أي تأثيرٍ للأوليغارشية المؤيدة لبوتين على الحكومة بكل صراحة".وأضاف: "حيث إن موقف إسرائيل بخصوص أوكرانيا مبني على الرأي العام لمؤسسة الدولة الإسرائيلية، والأولوية الأولى هنا هي مصالح دولة إسرائيل".تل أبيب لم تفرض عقوبات على موسكولم تفرض الحكومة الإسرائيلية عقوبات رسمية ضد الإسرائيليين الروس المرتبطين ببوتين، لكنها ألمحت كذلك إلى عدم رغبتها في أن تصبح مركزاً لغسيل الأموال الروسية.إذ حذرت وزارة الخارجية الإسرائيلية سفاراتها علناً الأسبوع الجاري، من قبول أي تبرعات من الأفراد الخاضعين للعقوبات.كما حظرت إسرائيل على اليخوت والطائرات المسجلة لأجانب البقاء داخل إسرائيل لأكثر من 48 ساعة، في محاولةٍ تستهدف إثناء أفراد الأوليغارشية الروسية عن الانتقال لإسرائيل.