قالت وسائل إعلام سعودية، اليوم الأحد، إن فتاة سعودية أمضت 12 يوماً في الصحراء الإماراتية متحدية الظروف الجوية القاسية لتعيش مغامرة لا مثيل لها، وذلك من خلال مشاركتها بـ رحلة الهجن.
[gallery columns="2" link="file" size="full" ids="422567,422568"]
رحلة في الصحراء الإماراتية
وذكرت أن الفتاة السعودية ورفاقها المشاركين في رحلة الهجن انطلقوا على ظهر المطايا من منطقة ليوا في الصحراء الغربية في 9 ديسمبر/ كانون الأول، ليعبروا محطات عديدة أبرزها أم الحصن، عرادة، بطين، لتستمر مسيرتها 12 يوماً، قطعت فيها مضاوي نحو مسافة 640 كلم على ظهر النوق.
وأوضحت أن والدة الفتاة السعودية، مضاوي الأحمد، هي من دفعتها للمشاركة في رحلة الهجن حيث شاهدت والدتها إعلاناً عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن فتح باب التسجيل للتدريب على رحلة الهجن، وطلبت من ابنتها المقيمة في دبي الانضمام إلى تلك التدريبات لعيش تجربة الأجداد وتحقيق شغفها بحب التراث.
وأشارت إلى أن الفتاة السعودية، مضاوي الأحمد، لم تتردد في تلبية رغبة والدتها التي كانت تريدها أن تكون سفيرة لتراث بلدها، لتقرر ابنة الـ 22 عاماً، عيش مغامرة فريدة من نوعها، بانضمامها إلى تدريبات رحلة الهجن التي نظمها مركز "حمدان بن محمد لإحياء التراث" في دبي، ليتم اختيارها من بين أكثر من 300 متدرب مشارك، لتكون مضاوي أصغر مشاركة تمثل بلدها السعودية ضمن 20 مشاركاً من جنسيات متفرقة، بينهم إماراتيون، وتتجشم عناء تدريبات استمرت قرابة 3 أشهر، قبل أن تخوض رحلة تراثية غنية بتفاصيل الإرث الشعبي الإماراتي.
اقرأ أيضاً: الإمارات.. سر النجاح والمكانة في الخطاب السياسي الإقليمي
حياة الماضي في القرن 21
بدورها، قالت مضاوي: "كانت القافلة تسير وفق جدول زمني منذ الصباح الباكر حتى مغيب الشمس، متحدية تقلبات التضاريس وسط الكثبان الرميلة".
وأضافت : "أجمل ما في قصتي، أنني ولدت من جديد وسط الصحراء الإماراتية، عشت حياة الماضي في القرن الواحد والعشرين، ووجدتني داخل حقبة قديمة بعيدا عن صخب المدينة وإيقاع الحياة المعاصر".
اقرأ أيضاً:اتفاق جديد في أكبر تحالف نفطي عالمي والإمارات تحصل على امتيازات
وتابعت: "كم هو رائع أن يعود الإنسان إلى البدايات الأولى، ليستكشف جوهر حضارته وقيم أجداده الأولين، ويبرمج يومياته على نمط عيش بدائي، ليجد نفسه محاطا بمجموعة أشخاص من مختلف الأجناس والأعراق يشكلون بالنسبة له بديلاً موازياً عن عائلته، يشاركونه خبز ثقافته وزاد قيمه، الجميع متساوون في بساطة الملبس، كل شخص يمتطي ناقة، وينام في خيمة، لكنهم يجتمعون على صحن واحد، ويسيرون ضمن قافلة واحدة نحو وجهة محددة".
وأشارت مضاوي إلى أنها: "تواصلت مع أكثر من 20 جنسية وثقافة، تبادلنا قصصاً وحكايات حملت رسالة تسامح وتعايش، كنا نكتشف في أحاديثنا تناغماً وجدانياً وإنسانياً"، معتبرة أن جوهر التواصل الحقيقي يكمن في الاختلاف، ولفتت بالقول: "واجهت مشقة في وعورة التضاريس وقسوة الجغرافيا، فقد قطعنا مسافة 640 كيلومترا متحدين تقلبات الجو والطريق، وكنا نخشى على الإبل أثناء قيادتها من التعثر أو السقوط وسط الكثبان الرملية، حيث فوجئنا في أحد الأيام، بأن أحد الأبعرة أغمي عليه من شدة التعب، ثم قمنا بصب قليل من الماء البارد على رأسه، فاستعاد عافيته ليواصل الرحلة بنشاطه المعتاد".
اقرأ أيضاً: “يؤدي الرقصات ويلعب التاي شي”.. تعرف على روبوت الباندا الذي صنع خصيصاً لزوار “إكسبو دبي 2020”- فيديو
وتفاجأ زوار المعرض العالمي بدخول قافلة رحلة الهجن بنسختها الثامنة إلى أرض إكسبو دبي 2020، بقيادة، عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز "حمدان بن محمد لإحياء التراث"، رفقة أكثر من 20 مشاركاً من دول مختلفة، لتعبر عن جوهر الثقافة الإماراتية في تقديم رسالة تسامح وتعايش من خلال التراث والموروث.
ووجدت مضاوي الوقت مثالياً لتقديم تحية خاصة لزوار المعرض العالمي، مبدية براعتها ومهاراتها في الوقوف بثبات على ظهر الناقة، بينما ترفع علم بلدها السعودية.