حثّت السنة النبوية على تحري ليلة القدر في الأيام الفردية من العشر الأواخر من شهر رمضان، وهناك علامات ليلة القدر تدل عليها والله اعلم.
ويتسابق المسلمون في تحري ليلة القدر كونها ليلة مباركة خصها الله تعالى بالكثير من الميزات.
حيث أُنزل فيها القرآن إلى النبي محمد وهي خير من ألف شهر وفيها تتنزل الملائكة بالرحمة من الله حتى مطلع الفجر بحسب ما هو وارد في سورة القدر.

موعد ليلة القدر:
تدعو معظم الائمة للإجتهاد في الطاعات الى الله طيلة العشر الأواخر من رمضان دون تحديد ليلةٍ بعينها, ولو علم الناس أى ليلة هي لما أحيوا غيرها في كامل الشهر.
حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: «خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ، فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ، وَالسَّابِعَةِ، وَالخَامِسَةِ» البخاري.
ويحتفل معظم المسلمين في أنحاء العالم بـ ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان دون غيرها، بل يسميها بعضهم ليلة القدر ويختمون فيها القرآن.
وذلك رغم ورود حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: "التمسوها آخر ليلة من رمضان".
[divider style="solid" top="20" bottom="20"]
علامات ليلة القدر:
العلامة الأولى: من علامات ليلة القدر طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها.
وهو المروي عن أُبي بن كعب قال "وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لَهَا" رواه مسلم.
العلامة الثانية: من علامات ليلة القدر طلوع القمر فيها مثل (شق جفنة) أي "نصف قصعة".
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ، وَهُوَ مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ؟»
في إشارة إلى أنها تكون ليلة السابع والعشرين أو التاسع والعشرين، لأن القمر يكون هكذا في آخر الشهر.
العلامة الثالثة: من علامات ليلة القدر أنها ليلة معتدلة "لا هي حارة ولا باردة".
فقد قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم (ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة) رواه ابن خزيمة.
[divider style="solid" top="20" bottom="20"]
الاتفاق على علامات ليلة القدر:
علامات ليلة القدر الثلاثة مُختلف فيها بين التضعيف والتصحيح. العلامة الأولى: موقوفة على سيدنا أُبي بن كعب رضي الله عنه، وهو يحكي عن تجربته واستقرائه ولا يرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم. العلامة الثانية: تصف صورة القمر ليلة القدر في تلك السنة لأنها علامة مطردة في كل عام. العلامة الثالثة: فالحديث مختلف فيها، ولا يمكن ضبط طقس الليلة في العالم كله بالوصف المذكور، أو تصور أن الليلة تكون لقومٍ أو في بلدٍ دون بلد. [divider style="solid" top="20" bottom="20"]علامات أخرى لـ ليلة القدر
ذكر الشيخ ابن عثيمين أن علامات ليلة القدر مقسومة بين (علامات مقارنة وعلامات لاحقة). علامات ليلة القدر - العلامات المقارنة:- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة.
- طمأنينة القلب.
- انشراح الصدر من المسلم.
- الرياح تكون فيها ساكنة.
- الشمس تطلع في صبيحتها من غير شعاع، ودلل لذلك بحديث: روي عن أبي بن كعب في صحيح مسلم أنه قال: أخبرنا رسول الله
:أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها. حديث صحيح
سبب تسمية ليلة القدر
لقد ذكر العلماء عدة أسماء لأسباب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم منها:- أولًا: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما نقول: فلان ذو قدر عظيم أي: ذو شرف.
- ثانيًا :أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه