
وآخره عتق من النار، حديث صحيح أم ضعيف:
نُقل عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قوله: {أول شهر رمضان رحمه وأوسطه مغفرة وآخرة عتق من النار } وضعّف الحديث الشيخ الألباني في السلسة الضعيفة، حديث رقم: 871 وقال: منكر. وروي أيضًا من حديث أبي هريرة : أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. رواه ابن أبي الدنيا والخطيب وابن عساكر وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع ، حديث رقم : 2135 ، وقال عنه في السلسة الضعيفة: 1569 : منكر.معنى الحديث المُنكر:
قال الشيخ عبد الرحمن السحيم: الحديث المنكَر مِن أقسام الحديث الضعيف.
والحديث الوارد في تقسيم رمضان إلى ثلاثة أقسام ، وأن أوله رحمة ،وأوسطه مغفرة ، وآخره عِتق من النار ؛
حديث ضعيف، كما بينه الشيخ الألباني رحمه
رأي الأزهر في الحديث:
قال الدكتور أحمد المالكي أحد علماء الأزهر، أن هناك حديثًا ضعيفًا عن أن شهر رمضان مقسم ثلاثة: أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار. هذا الحديث ليس له أساس من الصحة وضعيف جدًا، لأن رحمة الله واسعة وفي كل الأوقات. ويغفر الله -عز وجل- الذنوب جميعًا لعباده وليس محددًا الوقت في شهر رمضان للمغفرة أو الرحمة أو العتق من النار كما قيل.الحديث الكامل:
رُوي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال: {خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعاً ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار ...}.
تفنيد ضعف الحديث:
قال فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد: يتبين ضعف إسناد هذا الحديث ومتابعته كلها ضعيفة،
وحكم المحدثين عليه بالنكارة، إضافة إلى اشتماله على عبارات في ثبوتها نظر.
مثل تقسيم الشهر قسمة ثلاثية: العشر الأولى عشر الرحمة ثم المغفرة ثم العتق من النار
وهذه لا دليل عليها ، بل فضل الله واسع ، ورمضان كله رحمة ومغفرة ، ولله عتقاء في كل ليلة ، وعند الفطر كما ثبتت بذلك الأحاديث.
وأيضاً : في الحديث { من تقرب فيه بخصلة من الخير كمن أدى فريضة }
وهذا لا دليل عليه بل النافلة نافلة والفريضة فريضة في رمضان وغيره ،
وفي الحديث أيضاً :
{ من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه }
وفي هذا التحديد نظر ، إذ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف في رمضان وغيره.
ولا يخص من ذلك إلا الصيام فإن أجره عظيم دون تحديد بمقدار.
للحديث القدسي { كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به } متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
دلائل على ضعف الحديث:
قال الشيخ محمد صالح المنجد ان الحديث المسئول عنه هو جزء من حديث طويل.
أخرجه الإمام ابن خزيمة في صحيحه ، والبيهقي والطبراني، وضعفه المحدثون والحديث ضعيف سندا ومتنا.
أما السند:
فيه انقطاع ، لأن سعيد بن المسيب لم يحفظ له رواية عن سلمان الفارسي.
وأن في الحديث علي بن زيد بن جدعان، وضعفه غير واحد من المحدثين ، منهم الحافظ ابن حجر و أحمد وابن معين والنسائي وابن خزيمة والجوزجاني،
وحكم عليه آخرون بأنه حديث منكر، كأبي حاتم الرازي والإمام العيني، والشيخ الألباني .
ولا يحتج من ناحية السند بإيراد ابن خزيمة له في صحيحه، فإنه لما ساق الحديث قال: إن صح، وهذا يعني عدم القطع بصحته.
أما من ناحية المتن:
إن الحديث يحصر الرحمة في عشر، والمغفرة في عشر، والعتق في عشر ،
ورحمة الله تعالى ومغفرته لا تنقطع ، وعتقه لعباد له من النار هو موجود على الدوام ,من أول ليلة من ليالي رمضان ،
فلا يجوز الأخذ بالحديث ، لأن فيه تضييقا فيما وسعه الله تعالى على عباده ، وحكرا على فضل الله الواسع.
تحذير:
فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد حذّر من الأحاديث الضعيفة، ودعا التثبت من درجتها قبل التحديث بها، والحرص على انتقاء الأحاديث الصحيحة في فضل رمضان.
ويجب انتباه الدعاة لضعفه ، وما يشمله من أمور لا يمكن القطع بصحتها، بل الواجب التنبيه على ضعفه وبيان رحمة الله تعالى الواسعة.