يواصل نظام الأسد حصاره الخانق الذي يفرضه على أهالي حي الوعر آخر معاقل الثورة في حمص المدينة للشهر الخامس على للتوالي في أوضاع إنسانية مأساوية جدا، فلم يكتفي النظام بقطع الطعام والشراب و الدواء و استمرار القصف فحسب بل يعتمد أيضا في الآونة الأخيرة على قطع الماء و الكهرباء لتضييق الخناق على الأهالي والثوار و إخضاعهم لتسليم الحي لقوات النظام,
و تحدث مراسل وكالة خطوة الإخبارية في حي الوعر عن ازدياد معاناة أهالي الحي مع انقطاع الماء و الكهرباء، فالمياه منذ أسبوع مقطوعة باستثناء مجيئها ساعة واحدة خلال النهار و بكمية ضعيفة لا تصل إلى الخزانات،
أما الكهرباء التي كانت تأتي ثلاث ساعات خلال ال 24 ساعة فاليوم السبت السادس من أغسطس آب الجاري هو الثالث على التوالي على انقطاعها بشكل متواصل في سياسة جديدة لإرهاق المدنيين خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة و انعدام وسائل طهي الطعام فكان معظم الأهالي يعتمد على الطاقة الكهربائية لطهي الطعام حيث لم يعد هناك أي شيء من المحروقات أو مادة الغاز أو حتى الأخشاب لطهي ماتبقى من مواد كالبرغل والأرز حيث تم استنزاف الخشب و الأشجار بعد أربعة فصول شتاء من أجل التدفئة هذه المعاناة تضاف إلى قائمة المعاناة من فقدان الخبز و الغذاء و الدواء .
و أضاف مراسل الوكالة أن النظام لا يكتفي بقطع سبل الحياة عن هذا الحي المحاصر فحسب بل يتعمد بقصف و قنص شبه يومي أغلبه ليلا من قبل قوات النظام المتمركزة في برج الغاردينا و مشفى حمص الكبير و بساتين الحي المحتلة من المليشيات الشيعية ناهيك عن استهداف الأسطوانات المتفجرة مما يؤدي إلى حالة رعب و سقوط جرحى و قتلى في صفوف المدنيين ..
و أشار مراسل الوكالة إلى أن زيارت واتصالات تجري بين لجنة مدنية مفوضة من العسكرين مكونة من شخصين هما ( الشيخ رشيد الربيع وحسان جنيات ) وبين قوات النظام و حتى الآن لم تتوصل اللجنة والنظام إلى أي حل ، و أغلبها تحمل طابع التهديد إما خروج المسلحين من الحي أو الحل العسكري ، وعندما تذكر اللجنة المدنية النظام بالاتفاق المبرم وخروج المعتقلين و أن النظام هو من أوقف الاتفاق يأتي الرد منهم انسوا ملف المعتقلين، أو عندما يخرج المسلحين سنخرج من نستطيع إخراجه في إشارة إلى أن الممعتقلين اعتقلوا لهذا الغرض وليسوا معتقلين مسجلين في الاسم عبر لجنة التفاوض .
وفي الغضون ذكر مراسل الوكالة إن انتصارت حلب تخيم على أجواء الوعر في حسرة لأغلب قاطني الحي و فك الحصار و الانتصارات هي حديث الشارع الوعري ومطالبة من فصائل الثوار لفك الحصار عن حي الوعر .
وفي سياق متصل أفاد مراسل الوكالة أن الحصار تسبب بأمراض عديدة للأطفال خاصة أن المناعة للطفل أصبحت شبه معدومة في ظل نقص الغذاء، كما أن المال في حي الوعر لا يفيد حتى لو دفع الشخص السعر عشرة أضعاف، فيلجئ الأهالي لاتباع طريقة المقايضة في الشراء والمبيع حيث يبدل الناس مادة الأرز بالبرغل و السمن بالزيت و من يمتلك علبة حليب يبدلها بشيء ينقصة وهكذا ، و البعض من النساء والرجال يخاطر بنفسه بالذهاب إلى الفرن الآلي ويقف لساعات طويلة كي يحصل على ربطة الخبز بعد طول عناء ويبدلها بكيلو أرز أو علبة حليب لطفله ناهيك عن النقص الحاد في الدواء حيث أصبحت الصيدليات كمحال الغذائية لا تجد فيها شيء ..
يذكر أن حي الوعر هو حي محاصر بشكل تام منذ منتصف عام 2013 ، ويضم كثافة سكانية تصل لمئة ألف نسمة ، تم تهجير القسم الأكبر منهم من أحياء حمص القديمة ليشكل حي الوعر ملاذهم الأخير ، و أبرمت فيه اتفاقية في الأول من ديسمبر من العام الماضي، و دخل حصاره الأخير منذ العاشر من آذار مارس الماضي من العام الجاري فيما تقف الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية عاجزة عن تقديم أي شيء باستثناء بعض المساعدات التي دخلت إلى الحي و قام النظام بمنع دخول أغلبها وأهمها حليب الأطفال والمواد الطبية .