شهدت منطقة الغوطة الشرقية خلال الأيام الماضية إشتباكات عنيفة بين جيش الإسلام من جهة و جيش الفسطاط و فيلق الرحمن من جهة أخرى استخدم فيها كلا الطرفين المدافع الثقيلة و القناصات ، راح ضحيتها عشرات القتلى و الجرحى من كلا الطرفين عدا عن المعتقلين و الخسائر المادية و الضحايا المدنيين
و بحسب مراسل وكالة "خطوة الإخبارية" أن الخلاف القائم منذ مدة و الذي أنهك سكان الغوطة المنهكين أصلا بسبب حصار النظام للمنطقة قاموا بالضغط على الفصائل المتنازعة إلى أن تم اليوم التوصل إلى اتفاق أولي يقضي بوقف الأعمال القتالية بين الطرفين
و قال مراسل الوكالة أن لجنة مشتركة تم تشكيلها تضم فعاليات مدنية و رجال دين و وجهاء إضافة إلى ثلاثة أشخاص من كل من أطراف الصراع لتتوصل اليوم إلى اتفاق يقضي بانسحاب جيش الإسلام من بلدة مسرابا و تسليمها إلى الفعاليات المدنية من ( الهيئة العامة في الغوطة - مجلس محافظة ريف دمشق - اللجنة الشرعية في مسرابا - مجلس أمناء دوما - قيادة الشرطة ) مع تعهد فيلق الرحمن بعدم الاقتراب من البلدة ، فيما شملت شروط الاتفاق إنزال كافة القناصات المنتشرة في الأبنية العالية ، و سحب العناصر و السلاح من داخل المدن و توجيهها للجبهات كبادرة حسن نية للتوصل للاتفاق النهائي في وقت قريب فيما بقي مصير المعتقلين لدى الجانبين مجهول حتى الساعة مع احتفاظ كل طرف بالأسرى لديه إضافة لاحتفاظه بما اغتنمه خلال الأيام الماضية من مقرات و سلاح و غيرها
و أشار مراسل الوكالة إلى أن الأهالي هي من استطاعت الضغط على الفصائل العسكرية المتنازعة للنزول تحت هذا الاتفاق و ذلك لأن الحاضنة الشعبية هي أكثر من عانى ، و دفع الفاتورة الأكبر في هذا النزاع الفصائلي مما دفع سكان الغوطة للتظاهر و الاعتصام و الضغط بشكل يومي لوضع حد للصراع القائم
و كانت الغوطة الشرقية قد شهدت تصعيداً في الفتاوى الشرعية من رجال الدين المناصرين لطرفي النزاع ، فبادر كل منهم لاتهام الطرف الآخر بالغلو و الخروج عن المسار ، و وعد بتطهير المنطقة و القصاص منه ، مما دفع بالمدنيين في المنطقة إلى الخروج بمظاهرات تدعوا لوقف الاقتتال و توجيه البندقية بالمسار الصحيح ، و توحيد الفصائل بالمنطقة قبل أن يستغل النظام هذا الصراع الدموي و يقتحم الغوطة و هو فعلاً ما قام به النظام الذي لا يزال يحشد قوات إضافية بشكل يومي من جهة مطار دمشق الدولي و خاصة بعد تحقيقه تقدم على جبهة مزارع زبدين في القطاع الجنوبي للغوطة الشرقية أول أمس .