نقل أعضاء منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مشاهداتهم "المريعة" من بلدة مضايا التي عانت من حصار مميت على يد النظام السوري و حزب الله اللبناني طوال سبعة شهور مؤكدين أن أحد الفتية فارق الحياة أثناء تواجدهم
فيما يعاني عشرات الأطفال من سوء تغذية حاد و من جهتها أعلنت منظمة الصحة العالمية تجاه عيادة متنقلة و فريقاً طبياً من الهلال الأحمر العربي السوري إلى مضايا بعد موافقة النظام على طلبها "العاجل و أضافت أنه يجري التخطيط أيضاً لحملة تطعيم الأسبوع المقبل
و قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة في بيان "يونيسف" يمكنها أن تؤكد رصد حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال" بعد أن دخلت الأمم المتحدة و اللجنة الدولية للصليب الأحمر البلدة يومي الاثنين و الخميس لتوصيل مساعدات للمرة الأولى منذ تشرين الأول
وقال "كريستوف بوليراك" المتحدث باسم يونيسف في إفادة صحفية في جنيف إن عاملين في يونيسف و منظمة الصحة العالمية و الصليب الأحمر تمكنوا من فحص 25 طفلاً دون الخامسة يعانون سوء التغذية و 22 آخرين تظهر عليهم أعراض سوء تغذية من متوسط إلى حاد و يتلقى جميعهم العلاج الآن
و أضاف أن عشرة أطفال آخرين تتراوح أعمارهم من ست سنوات إلى 18 عاماً جرى فحصهم و إن 6 ظهرت عليهم أعراض سوء التغذية الحاد
و قال بوليراك إن عاملين في يونيسف شاهدوا أيضاً وفاة صبي عمره 16 عاما بعد معاناة من سوء التغذية الحاد في مضايا و شاهدوا أيضاً صبياً آخر عمره 17 عاما في "حالة تهدد الحياة" و امرأة حبلى في حالة مخاض متعسر و تحتاج إلى إجلاء
و شدد بوليراك على أنه"دعونا لا ننسى أنه علاوة على مضايا يوجد في مختلف أنحاء سوريا 14 مضايا أخرى و هذه مواقع تستخدم فيها الأطراف المختلفة في الصراع الحصار كتكتيك في الحرب مما يحرم الأطفال و المدنيين الأبرياء من الوصول إلى الإمدادات و الخدمات اللازمة لإنقاذ الأرواح"
كما قالت "بيتينا لوشر" المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي أن"خبيرنا في مجال التغذية يقول إنه من الواضح أن الحالة الغذائية سيئة للغاية و يبدو الكبار في حالة هزيلة جداً وفق أحد أعضاء لجنة الإغاثة لقي 32 شخصا حتفهم جوعا في فترة الثلاثين يوماً الماضية"
و من جهته "روبرت كولفيل" المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه "يمكن أيضا أن تكون جريمة ضد الإنسانية لكن سيعتمد الأمر كثيراً جداً على الظروف و تكون قوة الأدلة دائماً صعبة للغاية في الجرائم ضد الإنسانية (أكثر من جريمة الحرب)" .