بيتكوين: 115,562.69 الدولار/ليرة تركية: 40.98 الدولار/ليرة سورية: 12,887.20 الدولار/دينار جزائري: 129.91 الدولار/جنيه مصري: 48.49 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
قطر
قطر
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الجزائر
الجزائر
الامارات
الامارات
حوارات خاصة اخبار سوريا

اجتماع عمّان.. اختبار حاسم لملف السويداء والحكومة السورية أمام خيارين

اجتماع عمّان.. اختبار حاسم لملف السويداء والحكومة السورية أمام خيارين
تستعد العاصمة الأردنية عمّان لاحتضان لقاء بين المبعوث الأمريكي لسوريا توماس باراك، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وسط حديث عن إمكانية وجود وفد من محافظة السويداء لبحث سبل حل قضية المحافظة الجنوبية بعد الأحداث الدامية التي دارت بها، ورجّح خبراء أن يجري خلال الاجتماع محاولة تقريب وجهات النظر، إلا أن ذلك سيضع الحكومة السورية أمام خيارين إما الاستجابة لأكبر قدر ممكن من مطالب السويداء تحت الضغط الإقليمي والدولي، أو رفض الابتزاز السياسي والاستقواء بالإسرائيلي لتحقيق مطالب خاصة واستمرار التصعيد.  

اجتماع عمّان هل يحمل الحل؟

أشارت الخارجية الأردنية في بيان، أمس الأحد، إلى أنّ "المملكة الأردنية الهاشمية تستضيف بعد غدٍ الثلاثاء، اجتماعاً أردنياً سورياً-أمريكياً مشتركاً، لبحث الأوضاع في سوريا وسبل دعم عملية إعادة بناء سوريا على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها، وتلبي طموحات شعبها الشقيق وتحفظ حقوق كل السوريين".   وأضافت الوزارة أنّ الاجتماع "سيحضره وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، وسفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجمهورية التركية والمبعوث الأمريكي الخاص لسوريا توماس بارِك، ومُمثّلون عن المؤسسات المعنية في الدول الثلاث". وأوضحت أنه يأتي "استكمالاً للمباحثات التي كانت استضافتها عمّان بتاريخ 19 يوليو/تموز 2025 لبحث تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء في جنوب سوريا وحل الأزمة هناك"، مبينة أنه "سيجري نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي‎ أيضاً محادثات ثنائية مع الشيباني ومع بارك".   وحول ذلك أكد المحلل السياسي السوري مصطفى النعيمي، خلال حديث مع وكالة ستيب نيوز، أن اجتماع عمّان المرتقب قد يشكل نقطة تحول في مسار التعاطي مع الفصائل المسلحة الخارجة عن سلطة الدولة في السويداء، وسط ضغوط تمارسها كل من عمّان وواشنطن بهدف دفع هذه المجموعات نحو الانخراط في مسار يحقق الاستقرار الوطني الشامل.   وقال النعيمي: إن "من الصعب التكهن بمصير هذه المكونات الخارجة عن القانون، خاصة أنها تعتمد أساليب متعددة لتكريس ما تسميه المظلومية، وعرقلة جهود الدولة السورية في بسط سيطرتها على المحافظة". وأوضح أن هذه الفصائل "تطالب الحكومة بالخدمات، لكنها في الوقت ذاته ترفض دخول مؤسسات الدولة على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية"، لافتًا إلى أن هذا الموقف انعكس في منع وفود رسمية، بدءًا من لجان مجلس الشعب وصولًا إلى وزراء حاولوا دخول السويداء.   وأشار النعيمي إلى أن "عمليات التهجير الديموغرافي التي شهدتها المحافظة نفذتها مجموعات ترفع شعار الدولة العلمانية، رغم أن قيادتها بيد رجل دين"، مشددًا على أن "الدولة السورية الحالية دولة مدنية تحافظ على حقوق جميع مواطنيها، بصرف النظر عن انتماءاتهم".  

أجندات إسرائيلية وفوضى جنوبية

لا يخفى التدخل الإسرائيلي في الشؤون السورية منذ سقوط نظام الأسد، إلا أن التدخل بملف السويداء شكّل علامة فارقة، حيث سبب شرخاً بين المحافظة وباقي السوريين، بالوقت الذي يرى مراقبون أن إسرائيل تستخدم ورقة السويداء للضغط على الحكومة السورية بقبول شروط خاصة بمصلحتها وأمنها القومي. ويحذّر النعيمي من أن بعض المطالب التي تطرحها فصائل السويداء تتناغم مع أجندات إسرائيلية تهدف إلى إبقاء الجنوب السوري في حالة فوضى دائمة، تحول دون بسط الحكومة الانتقالية سلطتها على كامل الأراضي. وأضاف: "لا تزال مجموعات مسلحة في السويداء تمارس التهجير الديموغرافي وتمنع دخول الدولة، تحت مظلة تفاهمات وضغوط أميركية وإسرائيلية".   وكشف النعيمي أن "حكمت الهجري، أحد أبرز قيادات هذه المجموعات، طالب علنًا قوات الاحتلال الإسرائيلي بضرب مؤسسات الدولة، بما فيها وزارتي الدفاع والداخلية، إضافة إلى مبنى الأركان والقصر الجمهوري". واعتبر أن هذه الممارسات تمثل "رسائل إسرائيلية واضحة لتكريس حالة الفوضى جنوب سوريا".  

تنسيق محتمل مع "قسد"

وجهات أخرى

وفي تسلسل الأحداث المتسارع على الجبهات الداخلية في سوريا كان بارزاً المؤتمر الذي عقدته قوات "قسد" وجمع تحالفاً من بعض المكونات السورية التي ترفض الحكومة السورية الحالية، بينها الشيخ الهجري من السويداء، والشيخ غزال من الساحل السوري. ويرى النعيمي أن هناك بوادر لتنسيق بين فصائل السويداء وبعض القوى في الشمال والساحل السوري، مثل "قسد" ومجموعات أخرى، قائلاً: "التخادم بين بنادق خارج سلطة الدولة لن يقدم شيئًا للمدن التي تسيطر عليها، بل سيعطل أي حل مستقبلي للأزمات المركبة في سوريا".   وأضاف: "هذه المجموعات باتت مرفوضة لدى شريحة واسعة من السوريين، لكنها تواصل استثمار النزاع لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية، حتى لو كان ذلك على حساب وحدة البلاد"، مشيرًا إلى أن ممارساتها، وآخرها التهجير الديموغرافي في السويداء، "عمّقت الفجوة بين المكونات السورية وأدامت حالة الانقسام".  

الحدود الجنوبية والمخاطر الأمنية

وفيما يتعلق بالمخاطر الأمنية، شدد النعيمي على أن "تهديدات تهريب المخدرات من السويداء إلى الأردن لن تنتهي ما لم تستعد الدولة السورية السيطرة الكاملة على المحافظة". وذكّر بالغارات الجوية التي نفذها الجيش الأردني مؤخرًا، وأدت إلى مقتل "الرمثان"، أحد أبرز المتورطين في تصنيع وترويج المخدرات، معتبرًا ذلك "دلالة على حرص الأردن على حماية أمنه القومي.   وأوضح النعيمي أن عمّان تسعى إلى إنهاء هذه التهديدات بالتنسيق مع دمشق، انطلاقًا من مبدأ حماية الأمن المشترك. لكنه لفت إلى أن هذه الأهداف "تتناقض مع مصالح مجموعات الهجري، التي تعتمد على تجارة الممنوعات كمصدر تمويل أساسي، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي".

موازنة بين المطالب المشروعة ورفض الابتزاز

وحول إمكانية استجابة الحكومة السورية لبعض مطالب مكونات السويداء، قال النعيمي: "يمكن التعامل مع المطالب المحقة على أساس المواطنة، لا على أساس الانتماء لمجموعات سياسية أو دينية ذات ارتباطات خارجية"، متهماً بعض قادة هذه المجموعات بـ"العمل وفق أجندات إقليمية انطلاقًا من تل أبيب".   وأضاف: "هذه الأطراف تسوّق بروباغندا المظلومية عبر الإعلام، سواء من خلال تصوير جرائمها على أنها انتهاكات من الدولة السورية، أو استثمار الموقف الدولي الضاغط على دمشق لابتزازها سياسيًا". وأشار إلى أن منصات رصد مثل "إيكاد" وثّقت جرائم نفذتها هذه المجموعات، ومنها أحداث المستشفى الوطني التي راح ضحيتها مدنيون على أيدي مسلحين خارج القانون، رغم محاولة إلصاقها بالقوات الحكومية.   وختم النعيمي بالتأكيد على أن "فرض الأمن والاستقرار في السويداء يتطلب نزع السلاح غير الشرعي، وقطع أي ارتباطات خارجية تهدد وحدة البلاد وسيادتها، مع التكاتف بين جميع أبناء سوريا لبناء دولة موحدة بعيدة عن التجاذبات الإقليمية والدولية".   وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهوداً مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بنظام بشار الأسد، وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة في السويداء، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار، آخرها في 19 يوليو/تموز الماضي، بعد عملية أمنية تطورت لمواجهات دامية بين فصائل محلية بالسويداء والقوات الحكومية، إلا أن أطرافاً دولية بينها أمريكا توسطت لوقف القتال، وعلى إثره انسحبت القوات الحكومية وبقيت الفصائل المحلية تسيطر على المحافظة، لكن ذلك تبعه تطورات سياسية تمثلت برفع سقف مطالب الشيخ الهجري الرئيس الروحي للدروز، حيث بات يطلب الانفصال أو الفيدرالية والحكم الذاتي لمحافظته، بالوقت الذي ترفض دول إقليمية هذا التوجه.   اقرأ أيضاً|| السويداء بين المناوشات المدروسة والانفجار المؤجل.. باحث سياسي يكشف سيناريو الحل الوحيد [caption id="attachment_650070" align="alignnone" width="2405"]اجتماع عمّان.. اختبار حاسم لملف السويداء والحكومة السورية أمام خيارين اجتماع عمّان.. اختبار حاسم لملف السويداء والحكومة السورية أمام خيارين[/caption]   https://youtu.be/zZwm27JNHCU?si=mai0416L9KGL2cvh
المقال التالي المقال السابق
0