بعد أيام من اعتقال عاطف نجيب، ابن خالة الرئيس السوري الهارب بشار الأسد، والرئيس السابق لفرع الأمن السياسي في درعا، سلّم اللواء محمد إبراهيم الشعار، وزير الداخلية السوري الأسبق، نفسه للسلطات السورية.
وكشفت صورة حصلت تداولتها وسائل إعلام، اليوم الثلاثاء، عن الشعار وهو داخل سيارة تابعة للقوات الأمنية. وفي حديثه لموقع "العربية" أوضح الشعار أنه سلّم نفسه طواعية إلى السلطات الجديدة، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية لم تكن مسؤولة عن السجون غير الرسمية، بل عن تلك الرسمية فقط. كما شدد على أنه لم يرتكب أي فعل يعاقب عليه القانون.اللواء محمد الشعار وزير الداخلية في نظام المخلوع يسلم نفسه للسلطات السورية pic.twitter.com/OKxgiJsv6C
— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) February 4, 2025
سجل أمني مثير للجدل
يُعدّ محمد الشعار من مواليد مدينة الحفة في ريف اللاذقية عام 1950، وقد التحق بالجيش والقوات المسلحة عام 1971، حيث تدرّج في الرتب العسكرية. وشغل عدة مناصب أمنية بارزة داخل شعبة المخابرات العسكرية، من بينها مسؤولية الأمن في طرابلس اللبنانية خلال الثمانينيات، إضافة إلى توليه مناصب كرئيس الأمن العسكري في طرطوس، ورئيس فرع الأمن العسكري في حلب، ورئيس فرع المنطقة 227 التابع لشعبة المخابرات العسكرية، ثم رئيساً للشرطة العسكرية. ورغم وصوله إلى سن التقاعد، تم تعيينه وزيراً للداخلية في 14 أبريل 2011، بعد شهر واحد فقط من اندلاع الاحتجاجات السلمية في سوريا، واستمر في المنصب حتى نوفمبر 2018، وفقاً لموقع "مع العدالة". ويُعرف الشعار بدوره في أحداث طرابلس بلبنان عام 1986، حيث قادت القوات السورية تحت إشرافه حملة عسكرية في منطقة باب التبانة، أدت إلى مقتل نحو 700 مدني، بينهم أطفال، ما أكسبه لقب "سفاح طرابلس". كما يُتهم بالمشاركة في انتهاكات سجن صيدنايا عام 2008.الناجي الوحيد من تفجير "خلية الأزمة"
كان الشعار أيضاً أحد أعضاء خلية الأزمة الأمنية، ونجا من التفجير الذي استهدف مكتب الأمن الوطني في دمشق يوم 18 يوليو 2012، والذي أودى بحياة كبار المسؤولين الأمنيين، بينهم وزير الدفاع العماد داوود راجحة، ونائبه آصف شوكت، إضافة إلى حسن توركماني وهشام بختيار. ومنذ منتصف عام 2011، أُدرج اسمه ضمن قوائم العقوبات الغربية، حيث يخضع لإجراءات عقابية دولية.ملاحقات أمنية ومرحلة انتقالية جديدة
تشهد سوريا منذ أسابيع حملات أمنية موسّعة، تستهدف المسلحين وتجار الأسلحة والمخدرات، إلى جانب ملاحقة شخصيات من النظام السابق ممن رفضوا تسليم سلاحهم. والجمعة الماضية، أعلنت السلطات اعتقال عاطف نجيب، في خطوة تأتي ضمن سلسلة إجراءات تهدف إلى فرض الاستقرار وملاحقة المطلوبين. [caption id="attachment_628926" align="alignnone" width="2405"]