يتواصل السجال الإعلامي بين الجزائر والمغرب، وسط تبادل للاتهامات بين وسائل الإعلام والمدونين من البلدين، وذلك على خلفية توقيف مواطنين مغربيين يعملان في مجال الجبس، بتهمة التجسس على الجزائر لصالح المغرب.
القضية أثارت جدلاً واسعاً في الصحف والمواقع الإلكترونية الجزائرية والمغربية، حيث وجه كل جانب اتهامات حادة للطرف الآخر.
في تفاصيل القضية، أعلنت وسائل الإعلام الجزائرية يوم الجمعة عن إلقاء الشرطة القبض على ثلاثة أشخاص، بينهم مغربيان، في ولايتي سيدي بلعباس ووهران، متهمة إياهم بالعمل "بطريقة عدائية ضد الجزائر". وأكدت صحيفة "الشروق" الجزائرية أن المغربيين كانا يعملان في مجال الزخرفة على الجبس، وأنه تقرر إيداعهما الحبس المؤقت بتهمة "التجسس لصالح دولة أجنبية".
كما ذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية أن "النشاط العدائي للنظام المغربي لم يعد يقتصر على التجسس الإلكتروني باستخدام برنامج بيغاسوس، بل تعداه إلى تجنيد شبكات تجسس تعمل تحت غطاء الأعمال الحرفية"، في إشارة إلى مهن تقليدية يمارسها المغاربة داخل الجزائر منذ عقود.
من الجانب المغربي، وصف موقع "زنقة 24" هذه الاتهامات بأنها "أكاذيب وتلفيقات" من الأجهزة الاستخباراتية الجزائرية، مشيراً إلى أن المغاربة المقيمين في الجزائر يمارسون مهنًا بسيطة لكسب قوتهم، ولا علاقة لهم بالتجسس.
وتعد هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق للجزائر أن أعلنت في سبتمبر الماضي عن توقيف مجموعة من الأشخاص، بينهم أربعة مغاربة، بتهمة الانتماء إلى "شبكة تجسس". وقد صدر قرار من قاضي التحقيق في محكمة تلمسان بإيداعهم الحبس المؤقت بعد تفكيك هذه الشبكة.
في سياق تصاعد التوترات بين البلدين، قررت الجزائر في 26 سبتمبر الماضي فرض تأشيرة دخول على المواطنين المغاربة، مبررة ذلك بأن المغرب "استغل غياب التأشيرة لتنظيم شبكات إجرامية وتهريب المخدرات والبشر، فضلاً عن التجسس".
يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب قُطعت في صيف 2021 بعد اتهامات من الجزائر لجارتها بارتكاب "أفعال عدائية" تتعلق بالصحراء الغربية، والتطبيع مع إسرائيل، ودعم حركات انفصالية في منطقة القبائل التي تعتبرها الجزائر "منظمة إرهابية".
[caption id="attachment_610628" align="alignnone" width="2405"]
خلاف يتصاعد بين المغرب والجزائر.. ما قصة "جواسيس الجبس"؟[/caption]
