قالت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير لها اليوم الأربعاء، أن هناك استراتيجية إسرائيلية تتبعها تل أبيب في لبنان منذ الثامن من أكتوبر.
فمنذ اندلاع الحرب بغزة في 8 أكتوبر الماضي، ينفذ الجيش الإسرائيلي استراتيجية "الحرب الأمنية" ضد "حزب الله". وقد تمكن خلال الأسابيع الأولى من الحرب من اغتيال نحو 10 من قياديي الحزب باستخدام الطائرات المسيّرة والغارات الجوية. من بين هؤلاء القياديين، برزت أسماء وسام الطويل وطالب عبد الله، الذين نعاهم "حزب الله" بلقب "الشهيد القائد".
وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء عن اغتيال طالب عبد الله، البالغ من العمر 55 عاماً، إلى جانب ثلاثة مقاتلين آخرين. وقد وصف النائب حسن فضل الله، عضو كتلة "الوفاء للمقاومة"، طالب عبد الله بـ"صاحب القلب الشجاع" الذي كان دائماً في مقدمة الميدان، مشيرًا إلى دوره البارز في حرب يوليو، حيث كان يقود الهجمات على الخطوط الأمامية ضد الجيش الإسرائيلي.
تأتي سياسة الاغتيالات هذه بعد ضغوط من الولايات المتحدة لمنع إسرائيل من شن عملية عسكرية واسعة في جنوب لبنان. ورغم أن هذه الضغوط، إلى جانب ضغوط فرنسية وأوروبية، حافظت على نطاق المعارك ضمن حدود جغرافية محددة، إلا أنها لم تمنع إسرائيل من تنفيذ اغتيالات على مدى أعمق.
وتعتمد إسرائيل بشكل أساسي على سلاح الجو في تعقب واغتيال قيادات "حزب الله"، مستهدفة مواقع تتراوح بين 10 و30 كيلومتراً من الحدود الجنوبية. وقد ساعدت المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها إسرائيل منذ عام 2006 في تسهيل عملية رصد وملاحقة هؤلاء القياديين.
تتضمن قائمة القياديين الذين تم اغتيالهم منذ بدء الحرب طالب عبد الله ووسام الطويل، الذين كانا في مقدمة الميدان وأشرفا على العمليات العسكرية ضد إسرائيل. ورغم أن "حزب الله" لا يكشف عادةً عن مهام قيادييه، إلا أن إسرائيل أفادت بأن وسام الطويل كان قائد "قوة الرضوان" التابعة للحزب.
كما شملت الاغتيالات شخصيات بارزة أخرى في "حزب الله"، مثل عباس محمد رعد، وعلي أحمد حسين، وعلي محمد الدبس، ومحمد حسين شحوري. وذكرت إسرائيل أن هؤلاء القياديين كانوا يلعبون أدواراً مهمة في العمليات الهجومية وإدارة الصواريخ.
في الوقت نفسه، بلغت حصيلة القتلى في جنوب لبنان 444 شخصاً، بحسب مؤسسة "الدولية للمعلومات" اللبنانية، بينهم 334 من "حزب الله"، و18 من "حركة أمل"، و67 مدنياً.
[caption id="attachment_586077" align="alignnone" width="2405"]

تقرير يكشف استراتيجية إسرائيل في لبنان.. واختراقها لخط وضعته فرنسا[/caption]