كشفت مصادر لصحيفة "بوليتيكو" كيفية اتخاذ الرئيس الأمريكي جو بايدن قراره بالسماح للقوات الأوكرانية باستخدام الأسلحة الأمريكية ضد أهداف داخل الأراضي الروسية.
ووفقًا لمصادر الصحيفة، أجرى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الدفاع لويد أوستين، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية تشارلز براون، مكالمة عبر تقنية الفيديو مع فلاديمير زيلينسكي، الذي طالب البيت الأبيض رسميًا برفع القيود عن استخدام القوات الأوكرانية للأسلحة الأمريكية وتسريع توريدات وسائل الدفاع الجوي والمضادة للدبابات. جاءت هذه المكالمة بعد أيام من بدء التقدم الروسي في مقاطعة خاركوف بشمال شرقي أوكرانيا.
بعد المكالمة، اتفق سوليفان وأوستين وبراون على تقديم توصية للرئيس بايدن برفع الحظر عن استهداف المواقع داخل الأراضي الروسية. بالتزامن، زار وفد برلماني أوكراني الكونغرس الأمريكي، حيث طلبوا توسيع عمليات تدريب الطيارين الأوكرانيين في الولايات المتحدة وتقديم وسائل للدفاع الجوي ورفع الحظر المذكور.
وفي أعقاب سلسلة المحادثات بين البرلمانيين الأوكرانيين وأعضاء الكونغرس، وجهت مجموعة من النواب الأمريكيين رسالة إلى البيت الأبيض يوم 20 مايو، دعت فيها لتلبية الطلبات الأوكرانية. بالتزامن، قدم سوليفان التوصيات المذكورة لبايدن خلال لقائه معه في المكتب البيضاوي يوم 15 مايو، حيث أكد على ضرورة أن تكون لدى أوكرانيا إمكانية استخدام الأسلحة الأمريكية للتصدي للتقدم الروسي في مقاطعة خاركوف.
وقبل ذلك، زار وفد أمريكي كييف وطلب من الإدارة الأمريكية السماح باستخدام الأسلحة الأمريكية. ووافق بايدن على ذلك مبدئيًا وكلف سوليفان والبنتاغون ببدء العمل على وضع التغييرات اللازمة.
وفي الوقت ذاته مع المناقشات في البيت الأبيض، زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كييف، والتقى بعد اختتامها مع بايدن يوم 17 مايو، حيث أكد للرئيس أن روسيا "استفادت من الحظر" على استخدام الأسلحة الأمريكية ضد أراضيها. وأشارت المصادر إلى أن المحادثة مع بلينكن أصبحت عاملًا آخر أقنع بايدن بضرورة رفع الحظر.
وأشارت الصحيفة، التي تحدثت مع عدد من المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين والأوروبيين، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إلى أن واشنطن كانت قلقة بشأن احتمال خسارة أوكرانيا لخاركوف نتيجة التقدم الروسي. في نهاية المطاف، قررت الإدارة الأمريكية رفع الحظر عن استهداف الأراضي الروسية بالأسلحة الأمريكية.
وأكدت الخارجية الأمريكية أن واشنطن سمحت لكييف باستخدام راجمات الصواريخ HIMARS وصواريخ GMLRS وATACMS والمدفعية لضرب الأهداف العسكرية على الأراضي الروسية، خصوصًا في المناطق المتاخمة لمقاطعة خاركوف، وكذلك استهداف الطائرات الروسية التي تطلق صواريخ باتجاه الأراضي الأوكرانية من أجواء روسيا.
[caption id="attachment_583839" align="alignnone" width="2405"]
صحيفة تكشف من اقنع بايدن للسماح بأوكرانيا بضرب العمق الروسي[/caption]
