لا شك أن ما يمر به لبنان اليوم ليس طبيعيا، إذ يواجه هذا البلد تغيرا مناخيا حادا، بالإضافة إلى أنه يعاني حاليا من أزمة مياه حادة، تؤدي إلى جفاف الينابيع والأنهار.
ـ لبنان يحترق
وفي ظل غياب خطط بديلة من الدولة، زادت الأحوال الجوية وارتفاع درجات الحرارة من وتيرة الحرائق في مناطق عديدة.
وهذا يعني أن العطش سيتفاقم في بلدٍ يطلب فيه المسؤولون من المواطنين توفير المياه التي يشترونها، لا المياه التي يدفعون ثمنها غاليا لمؤسسة المياه - لعدم وجود مياه ولا أحد مهتم.
وحاليا، يتأثر لبنان والشرق الأوسط بكتل هوائية دافئة تُسبب ارتفاع درجات الحرارة عن المعدل الموسمي بحوالي 10 درجات في المناطق الداخلية، مع ارتفاع نسبة الرطوبة في المناطق الساحلية. قد يبدو هذا الخبر عاديا، لكنه بالنسبة للكثيرين يُشير إلى أمرٍ مهم.
وفي هذا السياق، تشير المديرة العامة لجمعية الثروة الحرجية سوزان بو فخر الدين إلى أن "موجة الحر التي يشهدها لبنان هي دليل على تغير مناخي كبير يحصل، وقد لمسناه فعلياً هذا العام من خلال عدة أمور.
أولاً، انخفضت كمية الأمطار بشكل ملحوظ، وثانياً، نشهد أزمة نقص في المياه هذا الصيف".
من جانبه، أوضح
الدكتور نديم فرج الله، رئيس مكتب الاستدامة في الجامعة اللبنانية الأمريكية، أنه "تجدر الإشارة إلى أن تغير المناخ يحدث تدريجيا، ففي الماضي، كان الطقس الأكثر حرارة يستمر يومين أو 3 أيام، أما اليوم فيمتد لفترة أطول، ولكن ما أثر علينا فعليا هو أزمة المياه".
ويؤكد فرج الله أن "المشكلة هذا العام هي قصر فصل الشتاء وقلة الثلوج وقلة تخزين المياه، كما أننا لا نملك القدرة على تخزين المياه وليس لدينا سد واحد".
وتشير سوزان بو فخر الدين إلى أننا "نتجه الآن أكثر فأكثر نحو منطقة أكثر جفافاً".
وتؤكد أن "تغير المناخ يتسبب في جفاف الغطاء النباتي وتفاقم الحرائق، بالنظر إلى شدتها، كما لا تتوفر المياه لإطفائها".
وهنا ترى أن "موسم الحرائق قد طال - اعتدنا أن يبدأ في يونيو ويستمر حتى نهاية سبتمبر، لكنه بدأ هذا العام في أبريل، ومن المتوقع أن يستمر حتى ديسمبر، إذ من المرجح ألا تهطل الأمطار قبل ذلك".
[caption id="attachment_650194" align="alignnone" width="2405"]

لبنان يحترق: الدولة تحت تهديد غير مسبوق وليس من نيران الجيش الإسرائيلي[/caption]