وسط تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران، سلطت تقارير إعلامية الضوء على قوات الباسيج، التابعة للحرس الثوري في إيران، بكونها تلعب دوراً محوريا في الحفاظ على استقرار النظام، لا سيما في مجالات الأمن الداخلي وقمع المعارضة المدنية، ومن هنا اعتبرتها بعض مراكز الدراسات بأنها السيناريو الذي قد يُسقط خامنئي في يوم واحد، إذا تم استهدافه.
- السيناريو الذي قد يُسقط خامنئي في يوم واحد
وقوات الباسيج، هي ميليشيا شعبية مسلحة أسسها روح الله خميني عام ١٩٧٩، الذي وصفها بأنها "جيش قوامه ٢٠ مليون رجل" مُصمم لحماية قيم الثورة، بحسب الإعلام الإيراني.
ووفقا لتحليل مركز ألما، تعمل قوات الباسيج في مجالات عديدة، بدءا من فرض المعايير الدينية والأخلاقية في الأماكن العامة أو ما يسمى "شرطة الآداب" وصولا إلى السيطرة على الأماكن المدنية بالقوة والعنف.
وقال المركز: تُدار هذه القوات من قِبل الجناح البري للحرس الثوري، وتبعيتها المباشرة لهذا الجهاز تجعلها جزءا أساسيا من سيطرة النظام الدينية والسياسية في إيران.
يُظهر تحليل مركز ألما أيضا أن عناصر الباسيج يُمثلون "عيون وآذان" النظام، كما يُرسلون إلى الميدان خلال الاحتجاجات المدنية لتحديد هوية المعارضين وقمع الاضطرابات السياسية.
وأكد المركز أن هذه القوات شاركت على مر السنين في حوادث قمع كبيرة، بما في ذلك موجة المظاهرات العنيفة في إيران نفسها.
ولا يقتصر عمل الباسيج على إيران فحسب، بل وفقا لمركز ألما، تعمل وحدات الباسيج أيضا خارج حدود البلاد - في سوريا والعراق واليمن، وحتى لبنان.
وتشير هذه الظاهرة إلى استخدام الكفاءات البشرية الشعبية كوسيلة لتصدير الفكر والنفوذ الإقليمي، ضمن استراتيجية الحرس الثوري، بحسب ما قاله المركز.
العدد الدقيق لعناصر الباسيج غير معروف، لكن التقديرات الواردة في تحليل مركز ألما تتراوح بين مليون عنصر مُجنّد وأكثر من 10 ملايين عضو محتمل، من بين أعضاء الميليشيا شباب دون سن التجنيد، وطلاب، ونساء، وحتى رجال أكبر سنًا - بعضهم يعمل تطوعا بالكامل، بدون أجر، لكنهم يتمتعون بمزايا حكومية كالأولوية في التوظيف والخدمات العامة.
ويُقدّر مركز ألما ميزانية الميليشيا بحوالي 500 مليون دولار سنويا، مع اشتراط أن يكون المجندون على أهبة الاستعداد ليوم قيادة.
ويشير التحليل أيضا إلى أنه بعد الحرب العراقية الإيرانية، التي خدم فيها المتطوعون كقوة طليعية وفجرت حقول الألغام بأجسادهم، نُظمت قوات الباسيج في أطر عسكرية من كتائب وألوية حسب المناطق الجغرافية.
والقائد الحالي لقوات الباسيج (اعتبارًا من عام ٢٠٢٥) هو العميد غلام مرضاه سليماني، المولود عام ١٩٦٤، وقد شغل سابقا عددا من المناصب القيادية العليا في الجناح البري للحرس الثوري، بما في ذلك قائد 3 فرق مختلفة.
وأخيرا، يشير تحليل مركز ألما إلى أن الولايات المتحدة صنّفت الباسيج منظمة إرهابية، وهو تصنيف يؤكد على صورة الميليشيا ككيان يعمل بشكل ممنهج على قمع حقوق الإنسان ونشر الإرهاب باسم النظام.
[caption id="attachment_644986" align="alignnone" width="1280"]
