جراحة بريطانية تصف أهوال ما رأته في غزة.. وإحصائية صادمة للصحة العالمية

قالت جراحة بريطانية أثناء زيارتها لمستشفى في غزة، اليوم الاثنين: إنها "لم تر قط هذا العدد من الإصابات الناجمة عن الانفجارات" في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل عملياتها في الأراضي الفلسطينية الساحلية التي دمرتها 20 شهراً من الحرب.

ـ جراحة بريطانية تصف أهوال ما رأته في غزة

وقالت فيكتوريا روز، وهي عضو في الوفد الطبي البريطاني إلى مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة: "لم أشاهد في حياتي مثل هذا العدد من الإصابات الناجمة عن الانفجارات، ولم أشاهد في حياتي مثل هذا العدد من الإصابات في غزة".

وأضافت روز، التي زارت غزة للعمل في السابق، أنها رأت الكثير من الحروق الشديدة، وهي إصابات نموذجية للأشخاص الذين يتعرضون لانفجار.

ومن جناح الأطفال في مستشفى ناصر، قالت: "نرى هذه الإصابات لدى الأطفال الصغار أيضا".

ومع قيام إسرائيل بعشرات الغارات الجوية كل يوم على غزة منذ استئناف القصف في 18 مارس/آذار، قال العاملون في المجال الإنساني: إنه لا يوجد مكان آمن في غزة.

وأضافت الجراحة أن الحروق الكبيرة التي شهدتها خلال زيارتها "من الصعب للغاية النجاة منها حتى في الدول الغربية حيث لا توجد حرب، ولدينا مستشفيات عاملة وكل الإمدادات الطبية في متناول أيدينا".

وتابعت: "لذا، هنا، معظم هذه الحروق لن يكون من الممكن النجاة منها".

وأيضاً، قالت روز: إن النوع الآخر من الإصابات الناجمة عن الانفجارات يحدث عندما "يتحرك كل ما حولك أثناء الانفجار وينطلق بقوة عالية للغاية، وهذا يصيب المدنيين ويسبب إصابات نافذة".

وأشارت روز إلى أن الضحايا غالباً ما يعانون من بتر جزئي أو كامل في القصف، ولأنهم يعيشون في خيام فإنهم يصلون ومعهم كميات كبيرة من التراب في جروحهم.

وأكملت موضحةً: "أول خطوة يجب علينا اتخاذها هي محاولة تنظيف الجروح، ثم محاولة تغطيتها وإنقاذ أكبر قدر ممكن من أجزاء الجسم".

وأضافت روز: أن هذه التحديات تتفاقم بسبب تضاؤل عدد المرافق الطبية العاملة في غزة، بما في ذلك مستشفى ناصر، ففي الطابق الثاني تم تفجير أحد العنابر، وفي الطابق الرابع أيضا تم تفجير وحدة الحروق.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قد قال الأسبوع الماضي: إن "94 في المائة من المستشفيات في غزة تضررت أو دمرت الآن، ونصفها لم يعد يعمل".

ـ إحصائية صادمة للصحة العالمية

وعلى صعيد متصل، أكدت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 10 آلاف جثمان مدفون تحت الأنقاض في قطاع غزة، في حين يحتاج 15 ألف شخص إلى إخلاء طبي عاجل.

ومن جانبها، وصفت المديرة الإقليمية للمنظمة في شرق المتوسط، الدكتورة حنان بلخي، الوضع في غزة بأنه "كارثي"، خلال مؤتمر صحفي عقدته في جنيف.

وأضافت: "فرقنا الميدانية تؤكد أن هذا هو الأسوأ على الإطلاق، ولم يشهدوا وضعا مماثلا من قبل".

وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار التوتر بين إسرائيل وحركة "حماس"، رغم انتهاء وقف إطلاق النار الرسمي في الأول من مارس الماضي، ولم تشهد المنطقة تجدداً واسعا للأعمال القتالية، بفضل جهود الوساطة الرامية إلى إحياء المفاوضات بين الطرفين.

غير أن الجيش الإسرائيلي استأنف ضرباته على غزة ليلة 18 مارس، وبرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الخطوة بأنها "رد على رفض حماس الخطة الأمريكية لتمديد الهدنة والإفراج عن الرهائن".