بيتكوين: 116,030.00 الدولار/ليرة تركية: 40.90 الدولار/ليرة سورية: 12,905.13 الدولار/دينار جزائري: 129.70 الدولار/جنيه مصري: 48.31 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
قطر
قطر
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الجزائر
الجزائر
الامارات
الامارات
حوارات خاصة اخبار سوريا

ليست لدعم الدروز.. 3 أبعاد لضربات الطائرات الإسرائيلية في سوريا وحل وحيد في أزمة السويداء

ليست لدعم الدروز.. 3 أبعاد لضربات الطائرات الإسرائيلية في سوريا وحل وحيد في أزمة السويداء
نفّذت الطائرات الإسرائيلية ليلة أمس الجمعة، العديد من الغارات على عدة مواقع توزعت على الجغرافيا السورية من ريف حماة إلى مروراً بدمشق، وحتى ريف درعا، تزامناً مع توترات أمنية في محافظة السويداء جنوب البلاد، ووسط رسائل من تل أبيب تتحدث عن دعم للدروز، ولكن هذه الغارات كان لها أبعاد عسكرية واستراتيجية أكثر من مجرد تغطية نارية لما يجري في السويداء.  

ماذا استهدفت الطائرات الإسرائيلية في سوريا؟

أكدت تقارير مقتل وإصابة مدنيين وعناصر من الجيش السوري، بعد غارات من الطائرات الإسرائيلية استهدفت مواقع قرب حرستا ومدينة التل في دمشق، وفي محيط قرية شطحة بريف محافظة حماة الشمالي الغربي وسط سوريا. كما أغارت الطائرات الإسرائيلية على مواقع في الفوج 175 واللواء 12 في ريف درعا الشرقي والشمالي. وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم بطائرات مقاتلة موقعا عسكريا ومدفعية مضادة للطائرات وبنية تحتية لصواريخ أرض جو بسوريا، وأضاف أنه سيواصل "العمل وفق الضرورة لحماية مواطني دولة إسرائيل"، على حد قوله. وتأتي الغارات الإسرائيلية الجديدة بعد نحو يوم من غارة وقعت فجر أمس الجمعة قرب القصر الرئاسي في دمشق.   وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة أنه شن غارة جوية على منطقة مجاورة لقصر الرئاسة بالعاصمة دمشق، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس في بيان مشترك إن الضربة "رسالة تحذير" للنظام السوري في دمشق بأنه لن تسمح إسرائيل بنشر قواتٍ جنوب دمشق أو بأي تهديد للدروز.  

أبعاد استراتيجية وعسكرية وسياسية للضربات

ورغم تزامن الضربات مع أحداث السويداء والتوتر بين الفصائل المحلية هناك من جهة والقوات الحكومة من جهة ثانية، مع تواجد أطراف تحاول إثارة الفتن بينهما، إلا أن الضربات لم تكن موجهة ضد قوات الجيش والامن السوري المتقدمة حول محافظة السويداء، إنما استهدفت مواقعاً عسكرية قديمة. يقول الخبير العسكري والاستراتيجي، الدكتور صلاح قيراطة، خلال حديث مع وكالة "ستيب نيوز": "الواقع السوري لم يعد كما كان، إذ لم تعد إيران حاضرة، وسقط نظام بشار الأسد. نحن أمام مشهد يفتح الباب على تحوّلات جذرية في التوازنات الداخلية والخارجية، لكن إسرائيل ـ التي لطالما تمترست خلف مبررات استهداف التمدد الإيراني ـ لم تتوقف، بل اختارت لحظة مفصلية لتوجيه صواريخها، وكأنها تعيد رسم خطوط الاشتباك وفق منطق جديد وهو سوريا مهما تغيّرت، لا يجب أن تملك أوراقًا خارج المرسوم إسرائيليًا". ويوضح أن هناك ثلاث أبعاد لهذه الضربات خلال اليومين الفائتين، أولهما "البعد السياسي"، حيث يرى أنها "الهجوم يحمل رسالة مزدوجة للإدارة السورية الجديدة، وهي أي رغبة في استعادة السيادة الكاملة، أو إعادة بناء المنظومة الدفاعية بعيدًا عن معادلات ما بعد 2011، لن تمر دون مساءلة، وإنها ضربة موجهة للعقل السياسي في دمشق بقدر ما هي للمواقع العسكرية". أما البعد الثاني وهو العسكري يقول "قيراطة": "بالرغم من خروج الحرس الثوري من المشهد، تُتّهم بعض المواقع المستهدفة باحتوائها على تجهيزات تم تطويرها في حقبة (الأسد - إيران) أو بتمركز عناصر تدربوا ضمن شبكات قديمة. إذًا، الرسالة الإسرائيلية هنا واضحة: لا عفو عن الموروثات العسكرية، ولو تغيرت الوجوه". بينما يتحدث الخبير عن "البعد الاستراتيجي" ويقول: "الضربات جاءت لتكون أداة ضبط إيقاع، كون إسرائيل تعتمد سياسة الضربة الاستباقية لضبط الإيقاع الإقليمي. فحتى ونحن أمام نظام لا يدين بالولاء لطهران، فإن بدأ في ترميم نفسه عسكريًا بسرعة، سيُنظر إليه كاحتمال خطر. وسوريا بقيادة جديدة يُنظر إليها على أنها قد تعود فاعلًا في معادلات كانت إسرائيل قد ظنّت أنها حسمتها إلى الأبد".  

إسرائيل تستعرض عسكرياً

الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت مواقع في ريف دمشق، وحماة، ودرعا، ليست مجرد ردود عسكرية، بل رسائل سياسية موجّهة بدقة إلى دمشق. يقول "قيراطة": "إسرائيل، التي تدرك حساسية الجنوب السوري، تسعى من خلال هذا التصعيد إلى منع أي انتشار عسكري سوري أو حليف يمكن أن يشكّل تهديداً محتملاً على حدودها". ويشير أيضاً إلى أن اللافت في الأمر هو استحضار ورقة "حماية الموحدين الدروز"، وهي ذريعة ظاهرها إنساني وباطنها "فتنة"، حسب وصفه. ويضيف: " فتل أبيب تعلم تماماً أن اللعب على التوازنات الطائفية في سورية، ولا سيما في المناطق المختلطة، هو أخطر سلاح يمكن استخدامه لضرب النسيج المجتمعي من الداخل، وتعميق الانقسام، وإطالة أمد الفوضى". ويتابع: "الغارة فجر الأول من أيار (2/5) على مشارف قصر الشعب لم تكن فقط استعراض قوة، بل كانت محاولة لإظهار أن القرار في دمشق مكشوف ومحاصر، وأن إعادة ترتيب الأوراق في الجنوب يجب أن تتم وفق الشروط الإسرائيلية، لا الوطنية السورية". ويؤكد أن إسرائيل لطالما سعت لإضعاف الدول المحيطة بها، بما فيها سوريا، من خلال استراتيجيات التفتيت والدعم غير المباشر لبعض الأطراف الداخلية، خاصة في فترات الأزمات والحروب. وقد انعكس ذلك في بعض التنظيرات الإسرائيلية التي تتحدث عن تقسيم المنطقة على أسس طائفية وعرقية.   ويشدد الخبير على أن إمكانية نجاح إسرائيل بخطتها للتقسيم يصطدم بجدار صلب يتمثل في البنية الديموغرافية والاجتماعية السورية.   ويقول: "على عكس بعض الدول التي يمكن فصلها جغرافيًا بسهولة، فإن البنية السورية غير قابلة للتقسيم دون تفجير حرب أهلية شاملة ومستمرة، وهو ما يجعل كل سيناريوهات التقسيم غير قابلة للحياة عمليًا".  

الرد التركي.. هل اصطدمت أنقرة وتل ابيب في سماء سوريا؟

وفي خضم الأحداث الساخنة ليلة أمس، تناقلت وسائل إعلام أخباراً حول قيام طيران تركي بالدخول للأجواء السوري والتشويش على الطائرات الإسرائيلية ومنعها من شن ضربات شمال البلاد. وحول ذلك يقول قيراطة: "ما جرى في الشمال السوري بين تركيا وإسرائيل لا يعدو كونه اعتراضًا (مؤدبًا) تمثّل في تشويش إلكتروني محدود، دون أي صدام مباشر. فتركيا، كما أزعم وأجزم، لم تمنع الغارات على دمشق لأنها لا ترى فيها تهديداً لأمنها القومي، واهتمامها يتركز على الشمال حيث تكمن مصالحها الجيوسياسية". ويضيف: " يوجد بين أنقرة وتل أبيب تفاهمات غير معلنة حول الساحة السورية، وما حدث لم يتجاوز تذكيراً ناعماً بقواعد الاشتباك، وليس دفاعاً عن سوريا. والأكيد من أن وضع دمشق في ظل العلاقة مع تركيا، لن يكون أفضل مما كان عليه في ظل العلاقة مع موسكو، خصوصًا فيما يتعلق بالصراع (السوري - الإسرائيلي)".  

الحل الوحيد في السويداء

وعلى اعتبار أن إسرائيل تتذرع بورقة حماية "الدروز" وباتت تجدها حجّة لشن ضربات على سوريا، بعد سنوات من ضربات مماثلة كانت حجّتها التواجد الإيراني، فيرى "قيراطة" أن هناك فرصة سانحة لحل الخلافات مع مشايخ العقل في السويداء وقطع الطريق على إسرائيل. ويقول: "الحل الأمثل يكمن في مبادرة وطنية تقوم بها الدولة السورية، تُغلّب فيها صوت العقل والحوار، وتسعى من خلالها إلى إغلاق أبواب الفتنة، حتى لو اقتضى ذلك تنازلات شكلية في المظهر، دون المساس بجوهر السيادة. فالمسؤولية الوطنية تقتضي أن نحتوي أهلنا بالحكمة، لا أن نواجههم بالقوة، طالما بقي هناك هامش للحل السياسي والاجتماعي". وبالوقت عينه يشدد على أنه إذا استُنفدت كل السبل، وتحولت الشعارات إلى دعوات انفصال صريحة وواضحة، ومُسّت رموز الدولة وكرامة الوطن، فإن الحل يكم من خلال إصدار مذكرات توقيف من قبل وزارة العدل لمن يثبت تورطه في وهن الشعور القومي والدعوة إلى الانفصال. ويضيف: "يجب محاكمة هؤلاء أمام القضاء الجزائي العادي في محاكمة علنية تتوفر فيها معايير العدالة والشفافية، ليكون ذلك ردًا دستوريًا حازمًا يحفظ وحدة البلاد وهيبة الدولة، دون انتقام أو تجاوز".   وتبقى تلعب إسرائيل بورقة "الدروز" سياسيًا، وتبعث برسائل مزدوجة إلى دمشق وحلفائها الإقليميين، بينما تحاول قوى محلية احتواء الاحتقان وتفادي انزلاق المحافظة نحو العنف المفتوح، وبين غبار الصواريخ وسطور البيانات، تبرز أسئلة مركزية حول مستقبل التوازنات في سوريا، وقدرة الدولة على استعادة سيادتها، وسط تداخل معقد بين الطموحات الإقليمية والتجاذبات الداخلية. اقرأ أيضاً|| خاص.. بعد نداء درزي بتدخل دولي ورد من دمشق.. خبراء يكشفون عن جهتين تؤججان الأوضاع وحل وحيد   [caption id="attachment_639912" align="alignnone" width="2405"]ليست لدعم لدروز.. 3 أبعاد لضربات الطائرات الإسرائيلية في سوريا وحل وحيد في أزمة السويداء ليست لدعم لدروز.. 3 أبعاد لضربات الطائرات الإسرائيلية في سوريا وحل وحيد في أزمة السويداء[/caption]
المقال التالي المقال السابق
0