تعزيزا لمبادرة "الحزام والطريق".. الرئيس الصيني يبدأ جولة آسيوية ضد "الرسوم الجمركية"
نشر في
14 أبريل, 2025
|
196 مشاهدة
يبدأ الرئيس الصيني جولة في جنوب شرق آسيا لتعزيز العلاقات التجارية لبلاده وإظهارها على أنها شريك موثوق به على النقيض من الولايات المتحدة التي شنت هجوما تجاريا عالميا عبر فرض تعرفات جمركية جديدة.
وقد أثار هذا الإجراء التي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صدمة في الأسواق العالمية ودفع بكين إلى الرد بالمثل.ومن المقرر أن يزور شي كلا من فيتنام وماليزيا وكمبوديا، حيث سيلتقي نظراءه، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الصينية. وستكون هذه أولى زياراته لهذا العام خارج الصين.وصرح شي لصحيفة "نان دان" الفيتنامية: "يجب على بلدينا أن يحافظا بحزم على النظام التجاري المتعدد الأطراف، وعلى استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية، وعلى بيئة انفتاح وتعاون دولية"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الصينية الرسمية.وشدد على أن "حربا تجارية وحرب تعرفات جمركية لن تسفرا عن أي فائز، والحمائية لا تؤدي إلى أي نتيجة".وسيزور شي فيتنام الإثنين والثلاثاء، في أول رحلة له إلى هذا البلد منذ ديسمبر 2023.ويقيم البلدان علاقات اقتصادية وثيقة لكنها تتأثر بالنزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي.وأكد الرئيس الصيني أن بكين وهانوي قادرتان على حل هذه النزاعات بالحوار. وكتب "يجب علينا إدارة النزاعات بشكل مناسب وحماية السلام والاستقرار في منطقتنا". العلاقات الصينية-الكمبودية: تحالف استراتيجي متينالشراكة التاريخية: تعود العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكمبوديا إلى عام 1958، وتطورت إلى "شراكة تعاون استراتيجية شاملة" في 2010. تدعم الصين كمبوديا في التنمية الاقتصادية، حيث تُعتَبر أكبر مستثمر فيها، خاصة في مشاريع البنية التحتية مثل مطار سيام ريب الدولي والطرق الوطنية . التعاون الاقتصادي: تشارك كمبوديا بنشاط في مبادرة "الحزام والطريق"، مما عزز الاعتماد المتبادل. على سبيل المثال، ساهمت الصين في بناء سكة حديد عالية السرعة تربط مقاطعة يونان الصينية بلاوس، مما يعزز الربط الإقليمي . الدعم السياسي: تُظهر كمبوديا ولاءً واضحًا للصين، مثل دعمها لمواقف بكين في مفاوضات بحر الصين الجنوبي ورفض انتقادات تتعلق بحقوق الإنسان. هذا التحوّل يُعتبر تحديًا لفيتنام، التي كانت حليفًا تقليديًا لكمبوديا . العلاقات الصينية-الفيتنامية: توترات تاريخية وتعاون محدودالنزاعات الحدودية: شهدت العلاقات حربًا قصيرة عام 1979 بسبب دعم فيتنام لغزو كمبوديا وإنهاء حكم الخمير الحمر المدعومين من الصين. استمرت الاشتباكات الحدودية حتى التسعينيات، رغم توقيع اتفاقيات لتحديد الحدود البرية والبحرية لاحقًا . التنافس الجيوسياسي: لا تزال التوترات قائمة حول جزر سبراتلي وباراسيل في بحر الصين الجنوبي، حيث تطالب الصين بسيادتها على معظم المنطقة، بينما تعتمد فيتنام على تحالفات مع دول مثل الولايات المتحدة والهند لموازنة النفوذ الصيني . التعاون الاقتصادي المتباين: رغم أن الصين شريك تجاري رئيسي لفيتنام، تحاول الأخيرة تنويع علاقاتها لتجنب الاعتماد المفرط. على سبيل المثال، تعزز فيتنام شراكات مع اليابان والاتحاد الأوروبي في مشاريع الطاقة المتجددة . تأثير الصين على ديناميكيات الهند الصينيةمبادرة الحزام والطريق: تستخدم الصين هذه المبادرة لتعزيز نفوذها في كمبوديا ولاوس، مما يقلص دور فيتنام الإقليمي. مثلاً، ديون لاوس الضخمة للصين جراء مشاريع البنية التحتية تجعلها أكثر انصياعا لمصالح بكين . التعاون في مواجهة الأزمات: خلال جائحة كوفيد-19، تعاونت الصين مع كل من فيتنام وكمبوديا في تبادل المعدات الطبية واللقاحات، مما عزز صورتها كشريك إقليمي مسؤول . التحديات المستقبلية كمبوديا: مع تعميق التحالف مع الصين، تواجه انتقادات دولية بسبب تراجع الحريات السياسية وزيادة الديون. فيتنام: تسعى للحفاظ على توازن دقيق بين التعاون الاقتصادي مع الصين والتحالفات الأمنية مع الغرب لضمان سيادتها في بحر الصين الجنوبي . تُمثل كمبوديا نموذجا للتحالف الاستراتيجي مع الصين، بينما تعكس فيتنام علاقة أكثر تعقيدا تجمع بين التنافس والتعاون المحدود. تُشكل الديناميكيات بين هذه الدول انعكاسا للصراع الأوسع بين الصين والولايات المتحدة على النفوذ في آسيا الجنوبية الشرقية، مع تأثيرات عميقة على الاستقرار الإقليمي.