بنك شام في إدلب
خلال سيطرة "هيئة تحرير الشام" على محافظة إدلب شمال غرب سوريا، قررت من خلال حكومة الإنقاذ التابعة لها عام 2018، تحويل شركة “الوسيط” للحوالات المالية، التي كانت تديرها، إلى بنك مالي، ويعمل البنك على استقبال الحوالات المالية الخاصة بشركة “وتد” للمحروقات التي بدورها كانت تتبع لـ"الهيئة" أيضاً، إضافة لعملية شراء العملة الأجنبية من السوق ومحاولة ضبط سوق الصرافة تحت إداراتها بالمنطقة. مصدر اقتصادي سوري فضّل عدم ذكر اسمه، تحدث لوكالة "ستيب الإخبارية"، مشيراً إلى أن مؤسسي هذا البنك الناشئ هم "عبد الرحمن سلامة" وهو ما يوصف بأنه ظل الرئيس السوري، أحمد الشرع وذراعه الاقتصادية، والذي كان يشغل منصب "أمير" بهيئة تحرير الشام في حلب، ويملك شركة “الراقي” للإنشاءات. ونفذت "الراقي" مشاريع استثمارية وسكنية، وقامت بأعمال خدمية، منها تعبيد وتوسعة الطرق والأبراج الكهربائية (عالية التوتر) ومدارس ومشافٍ، وكانت من بين أبرز المساهمين في القفزة الصناعية والبنيوية التي شهدتها إدلب، في السنوات الأخيرة. وحسب وسائل إعلام سورية كانت الشركة تتهم باحتكار السوق الاستثماري في إدلب، وإقصاء المنافسين، الذين تقدموا لمشاريع مشابهة للتي تقوم بها “الراقي”، إذ استحوذت على مناقصات شق طرق وإنشاء مشاريع إعمار وسكنية تتبع لمنظمات، مثل “آفاد” التركية.

ما هو أهداف القرار الجديد؟
يعتبر التحول الرقمي واحداً من الأهداف المهمة التي تحتاجها سوريا خلال المرحلة الجديدة، لا سيما أنها ستخفف ضغط الطلب على السيولة المالية، وسط نقص كبير بهذه السيولة.
مخاطر محتملة
ولا يخلو القرار من مخاطر على الاقتصاد السوري عموماً، في مرحلة حساسة يمر بها، لا سيما أن العقوبات الغربية لا تزال لم ترفع بعد عن البلاد، مع استمرار المطالب والحشد الدولي والإقليمي لدعم رفعها من قبل الولايات المتحدة وأوروبا. يقول "يونس الكريم": " يتعارض القرار مع الإعلان الدستوري الذي نص ”على أن القوانين النافذة تبقى سارية ما لم يتم تعديلها أو إلغاؤها”، والسيادة المالية جزء من سيادة الدولة الاحتكارية وحماية البيانات وتوفير الفرص المتساوية جزء من نصوص الدستور والقانون، وإعطاء هذا الدور لشركة خاصة مخاطرة كبيرة". ويضيف: "إن خص شركتين فقط من شركات الصيرفة يشير إلى باب فساد، كل ذلك يؤدي تراجع ثقة المواطنين في المؤسسات المالية الحكومية، مما يُفضي إلى إنشاء نظام موازي يقلل من دور الدولة في تنظيم الاقتصاد. كذلك، فإن الرسالة الموجهة للمستثمرين تتعرض للتشويه، إذ تعيد هذه الإجراءات ذكريات فترات سيطرة رامي مخلوف ومهند دباغ وفراس الأخرس على الاقتصاد، مما يضعف توقعات النمو الاقتصادي والاستدامة الاستثمارية". كما ينبّه إلى أنه "من الناحية الدولية، قد تواجه شركة “شام كاش” قيوداً بسبب مرجعيتها إلى عقوبات بتمويل الإرهاب شأن شركة الهرم، مما قد يؤثر على الحصول على الدعم الخليجي والقطري والسعودي المخصص لدفع الرواتب. كما أن إزاحة البنوك من المشهد الاقتصادي يجعل عملية إعادة الإعمار وجذب الاستثمارات أمر أكثر تعقيداً وصعوبة كون البنوك تعتبر من البنى التحتية لإعادة الإعمار وجذب الاستثمارات وتلافي قوانين تمويل الإرهاب". ويتابع: "إن التعامل بالدولار الأميركي في التطبيق الرسمي يتيح المجال أمام شركات الصرافة لاستغلال الفجوة بين الأسعار الرسمية وتلك القائمة بأسواق السوداء، ما يزيد من احتمالية تلاعبات سعر الصرف ويضع ضغوطاً إضافية على الاقتصاد الوطني". بدوره يقول الباحث بالشأن الاقتصادي السوري، ملهم الجزماتي، لـ وكالة ستيب الإخبارية": "شام كاش "هي محفظة إلكترونية تابعة لبنك شام، وهي شركة صرافة مقرها الرئيسي كان في مناطق إدارة "حكومة الإنقاذ" بإدلب. وبذلك، لم تكن تلك الشركة ضمن الجهاز المصرفي المرتبط بمصرف سوريا المركزي خلال حكم النظام البائد، وهذا ما يثير التساؤلات حول قانونية تحويل الرواتب والأجور عبر شركة غير معروفة بالنسبة للسوريين سابقا وذات ملكية مجهولة وبدون وجود أساس قانوني لحماية المتعاملين مع هذا التطبيق"، ويتساءل "هل قامت هذه المنصة باستيفاء الشروط القانونية لمزاولة أعمال الدفع والمقاصة المالية في سوريا وأهمها إيداع وديعة في المصرف المركزي السوري لضمان حقوق أصحاب الرواتب والأجور والأرصدة المالية لديها؟". ويحذر الخبيران من أمر غاية في الخطورة وهو أنه على الرغم من أن فرض عمولة السحب بنسبة 5 بالألف قد يبدو بسيطاً على المستوى الفردي، إلا أن تراكمها على ملايين المعاملات قد يؤدي إلى تحقيق أرباح غير متناسبة لفئات محدودة. تشير التقديرات إلى إمكانية تحقيق عوائد تزيد عن 3 ملايين دولار سنوياً لفئة صغيرة، مما يعيد إلى الأذهان آليات الإثراء غير المشروع. وفي حال توسيع نطاق هذا النظام ليشمل رواتب العسكريين بمعدلات أعلى، فإن هذا التراكم المالي قد يتضاعف، مما يزيد من خطورة توزيع الثروة على أساس "مصالح ضيقة" بدلاً من المصلحة العامة. إضافة أن فترة بقاء الرواتب بنظام الشركة لمدة تتراوح بين 10 و 15 يوماً قد يقضي لإنشاء طبقة تجار موالية لشركة شام، وإنهاء طبقة أخرى نتيجة توفر السيولة لديهم والتي يعاني الاقتصاد من فقدانها.تطبيق شام كاش.. هل هو آمن؟
طالبت الحكومة السورية جميع الموظفين الحكوميين والمتقاعدين تنزل تطبيق "شام كاش"، على أجهزتهم المحمولة بهدف تأكيد البيانات واستلام الرواتب وإمكانية صرفها عبر شركات الصرافة المعتمدة، لكن ما هو مستوى أمانه؟
