رغم إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب في قطاع غزة، إلا أن الرأي العام الإسرائيلي يبدو متجهاً نحو خيار مختلف. فقد أظهر استطلاع حديث أن 69% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب مقابل صفقة تضمن الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في القطاع، بينما يعارض 21% هذه الخطوة، وفقًا لما نقلته القناة 12 الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، رفض العشرات من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي العودة للقتال في غزة، معللين موقفهم بأسباب أخلاقية وقانونية تتعلق بامتداد الصراع إلى ما يتجاوز أي مبرر منطقي، وفقًا لتقرير صادر عن هيئة البث الإسرائيلية "كان".
من جانبه، يتمسك نتنياهو بمواصلة العمليات العسكرية حتى يتم تفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحركة حماس، رافضًا أي مقترح لوقف الحرب في هذه المرحلة.
وبدلاً من التقدم نحو مرحلة ثانية من الهدنة، فضّلت حكومته تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار المؤقت. وبعد فترة من الجمود استمرت أكثر من أسبوعين، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية المكثفة في غزة يوم 18 مارس/آذار.
في المقابل، لم ترد حماس بعد على المقترح الأميركي الأخير، لكن تقارير إعلامية أفادت بأن الوسطاء القطريين أبلغوا الحركة بأن الامتثال لهذا الاقتراح قد يسهم في تعزيز موقفها مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مما قد يدفعه للضغط على نتنياهو للموافقة على وقف دائم لإطلاق النار.
وفي سياق متصل، صرّح باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحماس، مساء الجمعة، بأن المحادثات تشهد تكثيفًا في الفترة الأخيرة، معربًا عن أمله في أن تؤدي الجهود الحالية إلى انفراجة حقيقية في الأزمة خلال الأيام المقبلة، مع استمرار التواصل مع الوسطاء.
يأتي هذا في وقت يواجه فيه الجيش الإسرائيلي تحديًا متزايدًا يتمثل في امتناع جنود الاحتياط عن الالتحاق بالخدمة، سواء بسبب الإرهاق الناتج عن استمرار الحرب على مدى 16 شهرًا، أو نتيجة تصاعد الغضب الداخلي والخارجي تجاه سياسات الحكومة اليمينية المتطرفة.
[caption id="attachment_635977" align="alignnone" width="2405"]
تقرير "صادم" لنتنياهو تزامناً مع تهديده باجتياح غزة مرة ثانية[/caption]
