سلطت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية في تقرير نشرته أمس الاثنين، الضوء على الصديق العلوي للرئيس أحمد الشرع، الذي لعب دورا فاصلا بإسقاط الأسد.
ـ من هو الصديق العلوي للرئيس أحمد الشرع
في خطوة تبدو استكمالاً لمسار معقد من العلاقة بين الرجلين ساهمت في تغيير وجه سوريا، عيّن الشرع مؤخراً صديقه القديم خالد الأحمد، عضواً في اللجنة العليا للحفاظ على السلم الأهلي.
والمستشار العلوي السابق للرئيس المخلوع بشار الأسد (2012-2018)، خالد الأحمد، كان من أوائل الشخصيات البارزة التي استشعرت نهاية النظام وسعت للتواصل مع المعارضة.
ففي صيف 2021، قام بمغامرة محفوفة بالمخاطر عندما عبر الحدود التركية إلى الأراضي التي تسيطر عليها قوات الشرع في إدلب.
وفي تقرير مفصّل، كشفت مجلة “إيكونوميست” كيف استقبل الشرع صديقه القديم بحفاوة غير متوقعة، قبّله على وجنتيه 3 مرات، واحتضنه بقوة، مناديًا إياه بـ”أخي” و”حبيبي” و”رفيقي”.
وأشارت إلى أنه رغم المسارات المختلفة التي سلكها الرجلان- أحدهما ارتقى في نظام الأسد والآخر قاد التمرد ضده – إلا أن صداقة الطفولة ظلت جسراً للتواصل.
وصداقة الأحمد والشرع تعود إلى سنوات المراهقة في دمشق، حيث تشاركا الشعور بـ”الخذلان” رغم اختلاف أسبابه، فقد كان الشرع يعاني من “وصمة” النزوح من الجولان، بينما واجه الأحمد تحديات خاصة به كعلوي، وكانا يخرجان معاً إلى لبنان هرباً من أجواء دمشق الخانقة في سيارة المرسيدس البيضاء التي يملكها الشرع.
في ذلك اللقاء الحاسم عام 2021، أمضى الرجلان يوماً كاملاً يتناولان سندويشات الشاورما ويتذكران الماضي ويناقشان مستقبل سوريا، وعرض الشرع حينها خططه لإعادة بناء دمشق بعد سقوط النظام، بينما طرح الأحمد فكرة نظام فيدرالي يتشارك فيه الطرفان السلطة.

يبدو أن الأحمد لعب دوراً محورياً في تسهيل سقوط نظام الأسد والانتقال السلمي للسلطة في ديسمبر 2024، فبحكم منصبه السابق كمستشار مقرب من الأسد، امتلك رؤية من داخل النظام عن نقاط ضعفه وتصدعاته، وقدم هذه المعلومات للشرع.
كان دوره الرئيسي يتمثل في التواصل مع كبار ضباط النظام المخلوع لتسهيل استسلامهم أو انسحابهم من دون قتال، مما سرّع انهيار النظام وسقوط دمشق من دون معركة دموية كبيرة.
وأثناء تقدم قوات المعارضة نحو حلب ودمشق، كان الأحمد يبعث برسائل إلى الضباط الكبار في قوات الأسد، ليقنعهم بعدم المقاومة وتسليم مواقعهم.
وبحسب "إيكونوميست" فقد نقل رسالة واضحة لقادة النظام مفادها: "لن تجري ملاحقتكم إذا انسحبتم"، ما أدى إلى تفكك خطوط دفاع النظام بسرعة مذهلة.
وعندما بدأ الهجوم على حلب، لعب الأحمد دوراً رئيسياً في إقناع القادة العسكريين بعدم خوض "معركة خاسرة".
وبعد سقوط حلب.. أبلغ الأحمد صديقه الشرع قائلاً: "الطريق إلى دمشق مفتوح"، في إشارة إلى انهيار النظام بالكامل.
وبعد انتصار الثورة وسقوط نظام الأسد، زار الأحمد دمشق مرات عدة، حيث التقى الشرع، وفقاً لما ذكرته "إيكونوميست"، التي أجرت مقابلة مع الأحمد.
[caption id="attachment_633784" align="alignnone" width="2405"]
