شهدت مدينة جرمانا الواقعة في ريف العاصمة دمشق أحداثاً بدأت بخلافاتٍ شخصية وانتهت إلى تفجير توتّرٍ في كامل المنطقة، حيث أظهرت الحادثة توتّراتٍ سابقة تشمل صراعاً على النفوذ في مناطق الدروز ضمن سوريا وفي المنطقة، كما كانت فرصةً مثاليةً بالنسبة لإسرائيل كي تطلق تصريحاتها حول "حماية الدروز في سوريا".
يوم الجمعة الماضي 28 شباط ونتيجة تصاعد الخلاف في المدينة، اضطر وجهاء ومشايخ من جرمانا، ومن ثمّ وجهاء وزعماء مجموعات محلية من السويداء، إلى إصدار مواقف علنية، في محاولةٍ لتهدئة الاحتقان في المدينة، والذي عزّزته تصريحاتٌ إسرائيلية عن عزم إسرائيل "التحرّك لحماية الدروز" في المدينة الملاصقة لدمشق، والتي ينتمي غالبية سكّانها الأصليين إلى الطائفة الدرزية، مع حضورٍ واسعٍ لأبناء مناطق وطوائف أخرى في واحدةٍ من أكثر المناطق اكتظاظاً في محيط العاصمة السورية. لكن ما يقف فعلياً وراء تصاعد الخلافات الدرزية والتوترات بين أبرز الفاعلين السياسيين والدينيين الدروز، والتي لم تكن جديدةً غير أنها ظهرت إلى العلن، هو حدثٌ جرى في العاصمة الأمريكية واشنطن بداية شهر شباط الماضي، ويبدو أنّه تسرّب مؤخّراً إلى الدوائر السياسية في المنطقة. وكشفت وسائل إعلام غربية أن خلدون الهجري، قريب الزعيم الديني في السويداء حكمت الهجري وممثّله في الخارج، التقى مسؤولين أمريكيين في واشنطن خلال شهر شباط/ فبراير الماضي بصفته "ممثّلاً سياسياً للشيخ حكمت الهجري"، وعرضَ عليهم خطةً لتنفيذ تمرّدٍ مسلّح على حكومة أحمد الشرع، تقوده قواتٌ مرتبطةٌ بالشيخ حكمت الهجري من السويداء، وبمشاركةٍ من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شرق سوريا ومجموعاتٍ علوية من الساحل السوري، وبدعمٍ إسرائيلي، بحسب ما قال خلدون الهجري