بيتكوين: 113,674.40 الدولار/ليرة تركية: 40.88 الدولار/ليرة سورية: 12,902.65 الدولار/دينار جزائري: 129.82 الدولار/جنيه مصري: 48.45 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
قطر
قطر
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الجزائر
الجزائر
الامارات
الامارات
منوع

سيرة الشاعر الوزير المهلبي.. عندما تصبح المواهب الأدبية بوابةً للوصول إلى السلطة

سيرة الشاعر الوزير المهلبي.. عندما تصبح المواهب الأدبية بوابةً للوصول إلى السلطة

الشاعر أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي (ت. 352 هـ / 963 م) شخصية بارزة في التاريخ الأدبي والسياسي للعصر العباسي، تميز بجمعهِ بين البراعة الشعرية والمهارات الإدارية. ارتقى إلى منصب الوزارة في الدولة البويهية، التي حكمت مناطق واسعة من إيران والعراق بين القرنين الرابع والخامس الهجريين (العاشر والحادي عشر الميلاديين). 

 

النشأة والتعليم 

وُلد المهلبي في أسرة عريقة تنتمي إلى قبيلة بني مهلب العربية، التي لَعِبَت دورًا مهما في التاريخ الإسلامي المبكر. نشأ في بيئة ثقافية غنية، حيث تلقى تعليما واسعا في الأدب العربي، والفقه، والعلوم الإسلامية، بالإضافة إلى إتقانه الفارسية، مما أهله للعمل في الدواوين الحكومية التي كانت تتطلب ثنائية اللغة في العصر البويهي.

المسيرة الأدبية

برز المهلبي كشاعر موهوب، واشتهر بمدائحه التي كانت تُلقى في بلاط الأمراء البويهيين، مثل عضد الدولة (ت. 372 هـ / 983 م) الذي حكم من 949 إلى 983 م. تميزت قصائده بالجزالة اللغوية والبلاغة، مما جعله محط أنظار الحكام الذين كانوا يقدّرون الأدباء كرمز للرقي الثقافي، كما اشتهر بموشحاتٍ جمعت بين التأثيرات العربية والفارسية، عكست التمازج الحضاري في ذلك العصر.
الانتقال إلى الساحة السياسية 
بدأ المهلبي مسيرته الإدارية كـكاتب في الدواوين البويهية، حيث أظهر كفاءة في إدارة المراسلات والوثائق الرسمية. هذه الوظيفة كانت بوابةً للوصول إلى المناصب العليا، خاصةً في ظل حاجة الدولة البويهية إلى كوادر قادرة على إدارة إمبراطورية متعددة الثقافات، وبفضل حنكته وعلاقاته الواسعة، تقرّب من بلاط عضد الدولة البويهي، الذي عُرف بدعمه للعلماء والأدباء.
توليه الوزارة
في عهد عضد الدولة، عُيّن المهلبي وزيرا، وهو منصبٌ كان يتطلب إدارة الشؤون المالية والعسكرية والثقافية. من أبرز إنجازاته: - الإصلاح المالي: تحسين جباية الضرائب وترشيد النفقات. - دعم البنية التحتية: الإشراف على مشاريع عمرانية كبناء القنوات والمساجد. -الرعاية الثقافية: تشجيع حركة الترجمة بين العربية والفارسية، ودعم المجالس الأدبية.
نهاية مسيرته 
واجه المهلبي تحدياتٍ سياسيةً بسبب الصراعات داخل البلاط البويهي. تُشير بعض المصادر التاريخية، مثل كتابات المؤرخ أبو علي المسكويه، إلى أن المهلبي أُعدِمَ عام 963 م بتهمة الخيانة، ربما نتيجة دسائس من منافسيه. هذه النهاية المأساوية تعكس طبيعة الصراعات في العصور الإسلامية الوسيطة، حيث كانت المناصب العليا محفوفةً بالمخاطر. الإرث الثقافي والسياسي رغم نهايته العنيفة، ترك المهلبي إرثا مزدوجا: - أدبيا: بَقيت بعض أشعاره في كتب الأدب مثل "يتيمة الدهر" للثعالبي. - سياسيا: أصبح نموذجا للشاعر-الوزير الذي يجمع بين الإبداع والإدارة، مما يعكس تكامل الأدوار في الحضارة الإسلامية.  شكّل المهلبي مثالًا لرجل الدولة المثقف في العصر البويهي، حيث ساهم في تعزيز الاستقرار السياسي والازدهار الثقافي. مسيرته تبرز كيف كانت المواهب الأدبية بوابةً للوصول إلى السلطة، وكيف استطاع الأدباء التأثير في صناعة القرار في عصرٍ اتسم بالتعددية والتنافس الفكري.  
المقال التالي المقال السابق
0