لأكثر من قرن، تمتع الصحفيون في الولايات المتحدة بحق اختيار ممثليهم لتغطية نشاطات الرئاسة الأمريكية، لكن هذا التقليد انتهى بقرار مفاجئ من البيت الأبيض، حيث أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الإدارة الأمريكية باتت هي الجهة التي تقرر من يغطّي الأحداث الرئاسية.
جاء الإعلان خلال إحاطة صحفية قدمتها الناطقة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، حيث أكدت أن "جمعية مراسلي البيت الأبيض" لم تعد الجهة التي تحتكر اختيار أعضاء الفريق الصحفي المرافق للرئيس، سواء داخل المكتب البيضاوي أو على متن طائرة "إير فورس وان". وقالت ليفيت: "لن يتم إملاء من يطرح الأسئلة على رئيس الولايات المتحدة بعد الآن. نحن نعيد السلطة إلى الشعب".
رفض واسع من الصحافة الأمريكية
أثار القرار انتقادات واسعة، حيث اعتبرت جمعية مراسلي البيت الأبيض أنه يشكّل تهديدًا لاستقلالية الصحافة الحرة في الولايات المتحدة.
وفي تعليق على الأمر، قال ترامب، بينما كان يجلس في المكتب البيضاوي مع مجموعة من قبعات البيسبول الحمراء على طاولته: "نحن من سيقرر في هذه المسألة"، مشيرًا إلى أن قراره هو الصائب دائمًا.
تصعيد في المواجهة مع الإعلام
يأتي هذا التطور وسط تصاعد التوتر بين البيت الأبيض ووكالة "أسوشيتد برس"، التي حُرم مراسلوها من تغطية بعض الفعاليات الرئاسية بسبب خلاف حول تغيير تسمية "خليج المكسيك" إلى "خليج أمريكا". ووصف ترامب الوكالة بأنها تمثل "اليسار الراديكالي"، مضيفًا بسخرية وهو يشير إلى خريطة مكتوب عليها "خليج أمريكا": "أحب هذه الخريطة أكثر في كل مرة أنظر إليها. أشعر بأن عيني تدمعان".
قرار البيت الأبيض يعني أن المسؤولين الإعلاميين في الإدارة الأمريكية سيحددون الصحفيين الذين يغطون نشاطات الرئيس، مما يمنح الفرصة لوسائل إعلام لم يُسمح لها سابقًا بالمشاركة في التغطية الرئاسية. وأوضحت ليفيت أن المؤسسات الإعلامية التقليدية ستظل قادرة على التغطية، لكن المجال سيتسع لمنافذ إعلامية أخرى.
ردود فعل قوية وإعلان وفاة جمعية مراسلي البيت الأبيض
لم يتوقف التصعيد عند هذا الحد، إذ نشر المستشار الإعلامي للبيت الأبيض، جيسون ميلر، منشورًا على منصة "إكس" قال فيه: "ارقدي بسلام جمعية مراسلي البيت الأبيض 1914-2025"، مرفقًا بصورة لمشيعين يحملون نعشًا.
في سياق متصل، صعّد ترامب هجومه على الإعلام، مهددًا بمقاضاة وسائل الإعلام والكتاب الذين يعتمدون على "مصادر مجهولة"، وذلك بعد نشر كتاب يتناول تفاصيل عن حياته أثار غضبه.
وكتب على منصته "تروث سوشال": "سأقاضي بعض هؤلاء المؤلفين وناشري الكتب غير الشرفاء، أو حتى وسائل الإعلام بشكل عام، لمعرفة ما إذا كانت هذه المصادر المجهولة موجودة أم لا"، مضيفًا: "من يدري، ربما نتمكن من وضع قانون جديد!".
[caption id="attachment_632021" align="alignnone" width="2405"]
ترامب يغير تقليداً عمره قرن في البيت الأبيض.. ما القصة؟[/caption]
