بيتكوين: 116,281.47 الدولار/ليرة تركية: 40.90 الدولار/ليرة سورية: 12,905.13 الدولار/دينار جزائري: 129.70 الدولار/جنيه مصري: 48.31 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
قطر
قطر
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الجزائر
الجزائر
الامارات
الامارات
اخبار العالم العربي

"فرصة ضائعة".. يهود أولمرت يكشف لأول مرة عمّا عرضه على عباس قبل سنوات

"فرصة ضائعة".. يهود أولمرت يكشف لأول مرة عمّا عرضه على عباس قبل سنوات
في عام 2008، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، إيهود أولمرت، نداءً مباشراً إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قائلاً: "خلال الخمسين عاماً القادمة، لن تجد زعيماً إسرائيلياً واحداً يقترح ما سأقدمه الآن. وقع عليها، وقع عليها ودعنا نغير التاريخ". جاءت هذه الكلمات خلال محادثات دارت حول اتفاق كان يأمل أولمرت أن يكون حجر الأساس للسلام في الشرق الأوسط، وفق تقرير نقلته شبكة "بي بي سي" البريطانية.   

صفقة لم ترَ النور

  كانت الخطة التي طرحها أولمرت قائمة على حل الدولتين، وهو الخيار الذي يبدو اليوم بعيد المنال. لو نُفذت المبادرة آنذاك، لأُنشئت دولة فلسطينية على أكثر من 94% من أراضي الضفة الغربية المحتلة، في مقابل ضم 4.9% من تلك الأراضي إلى إسرائيل، مع تعويض الفلسطينيين بأراضٍ مساوية المساحة داخل حدود إسرائيل. كما تضمنت الخطة ربط الضفة الغربية بقطاع غزة عبر نفق أو طريق سريع، وهي فكرة طُرحت سابقاً في عدة مفاوضات.   لكن الأهم كان مصير القدس، إذ نصت الخطة على أن يكون لكل طرف الحق في المطالبة بأجزاء من المدينة كعاصمة له، مع وضع "الحوض المقدس"—الذي يضم المدينة القديمة والمواقع الدينية الرئيسية—تحت إدارة لجنة دولية تضم إسرائيل وفلسطين والسعودية والأردن والولايات المتحدة.  

الكشف عن خريطة أولمرت للمرة الأولى

  على مدار سنوات، ظلت تفاصيل هذه الخريطة محل تكهنات، ولم تُعرض على وسائل الإعلام حتى الآن. لكن في سلسلة وثائقية جديدة للمخرجة نورما بيرسي، بعنوان "إسرائيل والفلسطينيون: الطريق إلى السابع من أكتوبر"، والمتاحة الآن على منصة (آي بلاير)، يظهر أولمرت ليكشف لأول مرة عن تلك الخريطة، مؤكداً أنه عرضها على عباس في اجتماع بالقدس في 16 سبتمبر/أيلول 2008.   وقال أولمرت في الفيلم الوثائقي: "هذه هي المرة الأولى التي أعرض فيها هذه الخريطة للإعلام". ويُظهر الرسم التوضيحي المناطق التي اقترح أولمرت ضمها لإسرائيل، والتي شملت الكتل الاستيطانية الكبرى، كما حدث في مقترحات سابقة منذ أواخر التسعينيات.   لكن الاتفاق لم يُبرم أبداً. فعند نهاية الاجتماع، رفض أولمرت تسليم نسخة من الخريطة لعباس ما لم يوقع عليها، بينما أصر عباس على أنه يحتاج لعرضها على مستشاريه أولاً لفهم كافة تفاصيلها. اتفق الطرفان على اجتماع لاحق مع الخبراء، إلا أن هذا اللقاء لم يحدث قط.  

"بالطبع، ضحكنا"

  مع مغادرة الوفد الفلسطيني للقدس في تلك الليلة، روى رفيق الحسيني، رئيس طاقم عباس آنذاك، في الفيلم الوثائقي، أنهم تبادلوا الضحك في السيارة، حيث رأوا أن الاقتراح لن يصل إلى أي نتيجة.   في تلك الفترة، كان أولمرت يواجه فضيحة فساد دفعت به إلى إعلان نيته الاستقالة، وهو ما عزز الشكوك الفلسطينية حول قدرته على تنفيذ أي اتفاق طويل الأمد. وعلق الحسيني قائلاً: "من المؤسف أن أولمرت—بغض النظر عن نواياه الحسنة—كان أشبه ببطة عرجاء، وبالتالي، لم يكن المقترح ليذهب إلى أي مكان".  

حرب غزة والانتخابات الإسرائيلية: النهاية الرسمية للمبادرة

  لم تكن هذه العقبة الوحيدة أمام الاتفاق. فبعد شهور من تصاعد الهجمات الصاروخية من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، أمر أولمرت بشن عملية عسكرية واسعة تحت اسم "الرصاص المصبوب" في ديسمبر/كانون الأول 2008، ما أدى إلى حرب عنيفة استمرت ثلاثة أسابيع وزادت من تعقيد المشهد السياسي.   ثم جاءت الانتخابات الإسرائيلية في فبراير/شباط 2009، التي أسفرت عن فوز بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود، والذي لطالما عارض إقامة دولة فلسطينية. ومع وصوله إلى السلطة، تلاشت خطة أولمرت وخريطته من المشهد السياسي، لتنضم إلى قائمة طويلة من الفرص الضائعة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.  

هل كانت فرصة حقيقية أم وهماً؟

  يرى أولمرت في الوثائقي أن عباس ارتكب خطأً تاريخياً بعدم توقيع الاتفاق، مشيراً إلى أنه لو فعل، لكان بإمكانه تحميل أي رئيس وزراء إسرائيلي مستقبلي مسؤولية فشلها. لكن في المقابل، يرى الفلسطينيون أن ضعف موقف أولمرت السياسي والحقائق على الأرض جعلت من المستحيل الوثوق بقدرته على تنفيذ أي اتفاق.   ومع ذلك، تظل خريطة أولمرت واحدة من اللحظات الفارقة في تاريخ المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية—لحظة لم تكتمل، لكنها تُعيد إلى الأذهان سؤالاً أعمق: كم من الفرص الضائعة يمكن أن يتحملها هذا الصراع قبل أن يصبح الحل النهائي مستحيلاً؟   [caption id="attachment_631633" align="alignnone" width="2405"] "فرصة ضائعة".. يهود أولمرت يكشف لأول مرة عمّا عرضه على عباس قبل سنوات[/caption]
المقال التالي المقال السابق
0