مبادرة قسد للاندماج في الجيش السوري.. هل يمكن تطبيقها رغم التحديات؟!
نشر في
20 فبراير, 2025
|
10,254 مشاهدة
في ضوء التطورات الأخيرة شمال شرق سوريا، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مبادرة لدمج قواتها في الجيش السوري، مما يُعتبر تحولاً استراتيجياً في المشهد السياسي والعسكري السوري.
بنود المبادرة الرئيسية1. دمج المؤسسات العسكرية والأمنية - وافقت قسد على ضم مؤسساتها العسكرية والأمنية (بما في ذلك تلك التابعة للإدارة الذاتية) إلى هيكلية الجيش السوري، بهدف توحيد الجهود وتعزيز القدرة الدفاعية الوطنية . - يُتوقع أن تشكل قسد كتلة عسكرية موحدة ضمن وزارة الدفاع السورية، ربما كـ "فيلق أو قيادة المنطقة الشرقية" . 2. انسحاب المقاتلين الأجانب - اشترطت دمشق انسحاب المقاتلين غير السوريين من صفوف قسد، خاصة المنتمين إلى أحزاب كردية مثل حزب العمال الكردستاني (PKK). وقد أعلنت قسد استعدادها لتنفيذ ذلك كخطوة لتعزيز السيادة الوطنية، مع ملاحظة أن الإدارة السورية الجديدة تضم في قواتها عناصر أجنبية. 3. إعادة تفعيل مؤسسات الدولة - تشمل المبادرة إعادة تفعيل المؤسسات المدنية والخدمية التابعة للحكومة المركزية في مناطق شمال شرق سوريا، مثل التعليم والصحة، لتحسين الخدمات الأساسية والمعيشية للسكان . 4. تعزيز التنسيق مع دمشق - اتفق الطرفان على تكثيف الاجتماعات وفتح قنوات حوار مباشرة لمعالجة القضايا الخلافية، مثل إدارة النفط وعودة النازحين . 5. دعوة الرئيس الشرع لزيارة المنطقة - وجهت قسد دعوة رسمية للرئيس السوري أحمد الشرع لزيارة مناطق سيطرتها، كخطوة لتعزيز الثقة المتبادلة . 6. تشكيل لجان مشتركة للتنفيذ - تم إنشاء لجان لضمان تنفيذ البنود المتفق عليها، بما في ذلك متابعة عودة النازحين وتسهيل إعادة الإعمار . أهمية المبادرة1. تعزيز الوحدة الوطنية: - تُعتبر المبادرة خطوة نحو تقليص الانقسامات الجغرافية والسياسية في سوريا، عبر توحيد القوات تحت مظلة الجيش السوري، مما يعزز شرعية الدولة المركزية . 2. تقليص النفوذ الأجنبي: - يساهم انسحاب المقاتلين الأجانب في تخفيف التوترات الإقليمية، خاصة مع تركيا التي تعتبر وجود عناصر كردية على حدودها تهديداً لأمنها . 3. تحسين الأوضاع المعيشية: - إعادة تفعيل مؤسسات الدولة قد يؤدي إلى تحسين الخدمات الأساسية في مناطق شمال شرق سوريا، التي تعاني من تدهور اقتصادي منذ سنوات.4. تسهيل عودة النازحين: - تعهدت قسد بتسهيل عودة النازحين، خاصة من المناطق المتضررة من العمليات العسكرية التركية، مثل عفرين ورأس العين . 5. دعم الاستقرار الإقليمي: - قد تساعد هذه الخطوة في خفض التصعيد العسكري، خاصة مع دعم التحالف الدولي للحوار بين الأطراف السورية . التحديات المحتملة- الخلاف حول اللامركزية: تطالب قسد بنظام لا مركزي يضمن حقوق الأكراد والمكونات الأخرى، بينما تُصر دمشق على مركزية السلطة . - ملف النفط والثروات: لم تُناقش تفاصيل تقاسم عائدات النفط بعد، وهي نقطة خلافية تاريخية . - التدخلات الخارجية: قد تعيق مواقف تركيا والولايات المتحدة (الداعمة لقسد) تنفيذ الاتفاق، خاصة مع استمرار الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة . - غياب الثقة المتبادلة: تاريخ الصراع بين الطرفين يجعل تنفيذ البنود صعباً دون ضمانات عملية . وتمثل مبادرة قسد فرصةً نادرة لتحقيق مصالحة وطنية في سوريا، لكن نجاحها يعتمد على تجاوز الخلافات الهيكلية (كاللامركزية وإدارة الثروات) وضمان التزام الأطراف الخارجية بوقف التدخل. إذا نجحت، فقد تُنهي عقداً من الانقسام وتُعيد بناء سوريا على أسس جديدة تُراعي تنوعها الديموغرافي والسياسي .