أعلنت روسيا، الأربعاء، عن نيتها إجراء محادثات رفيعة المستوى مع سوريا خلال الفترة المقبلة، في خطوة تعكس استمرار انخراطها في الملف السوري بعد التغييرات السياسية الأخيرة في البلاد.
وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو تخطط لعقد لقاءات على مستوى عالٍ مع المسؤولين السوريين قريبًا، دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية حول طبيعة هذه الاتصالات أو المواضيع التي ستتناولها.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أجرى، في 12 فبراير الجاري، مكالمة هاتفية مع رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في أول تواصل مباشر بينهما منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وفي سياق متصل، تسعى روسيا إلى ضمان استمرار وجودها العسكري في سوريا، حيث تأمل في الحفاظ على قاعدتيها العسكريتين، قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية، وقاعدة طرطوس البحرية على البحر المتوسط.
من جانبه، أكد وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، في تصريح لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في 7 فبراير، أن دمشق لا تعارض استمرار التواجد الروسي على أراضيها، شريطة أن تصب الاتفاقيات مع موسكو في مصلحة البلاد.
وقال أبو قصرة: "إذا كان التعاون مع روسيا سيحقق فائدة لسوريا، فلا مانع لدينا من ذلك"، مشيرًا إلى أن موقف موسكو تجاه الحكومة السورية شهد تحولًا ملحوظًا عقب سقوط نظام الأسد، وأن دمشق تدرس المطالب الروسية في ضوء المستجدات السياسية.
وأضاف الوزير السوري: "في السياسة، لا يوجد أعداء دائمون"، في إشارة إلى تطور العلاقات مع موسكو، التي كانت حليفًا رئيسيًا للأسد قبل الإطاحة به.
أما فيما يتعلق بمستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا، أوضح أبو قصرة أن الأمر مرهون بالمكاسب التي قد تحققها بلاده من هذه الترتيبات، قائلًا: "إذا حصلنا على فوائد لسوريا من هذا الاتفاق، فنحن منفتحون على مناقشته".
[caption id="attachment_630946" align="alignnone" width="2405"]
لافروف يتحدث عن اتصالات رفيعة المستوى مع سوريا وبحث مستقبل قواعدهم العسكرية[/caption]
