خاص|| "التغيير بيئة إشكالية مغرية".. الكاتب شادي كيوان يلقي الضوء على دور الدراما في سوريا الجديدة
نشر في
12 فبراير, 2025
|
3,676 مشاهدة
ظهرت الدراما السورية كمجال فني بارز في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث بدأت تجذب انتباه الجمهور العربي والمحلي على حد سواء، بداياتها تعود إلى المسرح، حيث كانت العروض المسرحية هي البداية لتجارب الدراما التلفزيونية، منذ ذلك الحين، تحولت الدراما السورية إلى عامل ثقافي مهم يعكس واقع الحياة في سوريا وتفاصيلها الاجتماعية.
تميزت الدراما السورية في السنوات الأخيرة بقدرتها على توثيق تفاصيل الحياة اليومية للمجتمع السوري بطرق مبدعة وواقعية ولعبت الدراما دوراً مهماً في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تؤثر على حياة الناس، ومن خلال تقديم شخصيات حقيقية وقصص مؤثرة، استطاعت الدراما السورية أن تكون مرآة تعكس تطلعات وهموم وآمال المجتمع السوري.ومن الأعمال البارزة التي تتمتع بهذه الصفات كان مسلسل "أزمة عائلية" وهو من الدراما الكوميدية التي وثقت يوميات عائلة تمثل المجتمع السوري في مرحلة حرجة من تاريخ البلاد، وعمل كاتب المسلسل "شادي كيوان" جاهدا على إبراز لحظات عدة تعكس الواقع الذي يعيشه السوريون، هذا بما يخص العمل في ظاهره أما بين السطور فقد كان واضحاً الرمزية العالية التي قدمها الكاتب والمخرج الراحل هشام شربتجي للسخرية من خطاب البعث وشخصياته الخشبية وأفكاره الهدامة واستطاعوا حينها تمرير رسائلهم بذكاء أمام أعين الرقابة التلفزيونية، وكذلك أثر الكاتب السوري في مسلسل "مقابلة مع السيد آدم" على الجمهور بما تضمنه العمل الدرامي من أحداث ورمزيات هامة فنال جماهيرية واسعة على مستوى الوطن العربي.وفي تصريحات خاصة لوكالة "ستيب نيوز" قال الكاتب السوري، شادي كيوان، عن دور الدراما في نقل صورة الواقع "إن مصادر الحكاية للدراما متنوعة ويعد الواقع والبيئة المحيطة أحد هذه المصادر، وبالتالي كل ما يحدث و يؤثر على حكايات ومصائر الناس يمكن للدراما أن تستعمله كمصادر لكتابة وصناعة أعمال درامية بمختلف أنواعها وتصنيفاتها".وأضاف: "ولا شك أن المتغير السياسي واحد من العوامل المغرية للكتابة كونه بيئة مغرية وإشكالية للخوض فيها من جهة ومن جهة أخرى لأنه مولد لأفكار تحاكي كل ما عاصره الكاتب وكان الحديث عنه من المحظورات التي أصبح بإمكانه الآن تناولها بحرية و ذكاء".وتحدث الكاتب السوري عن تأثير الدراما على المجتمع موضحا أنه: "في عصر المتغيرات الكبرى التي تمر بها أي بلد أو منطقة قد تحمل الدراما في بعض أنواعها مهمة صعبة بعض الشيء وخصوصاً تلك التي تذهب لمحاكاة قصص الواقع والتي تتطلب حذراً و وعياً كبيرين لتحقق المتعة من جهة و الوعي في تقديم معالجة قصصية من جهة أخرى لكي تنجح في التفوق على ما عاصره الناس وشهدوه بأعينهم فلا يجب أن تقدم الدراما فرجة أضعف مما شاهده المتفرج في الواقع" وأشار إلى أنه " في الأنواع الأخرى تحقيق شرط المتعة يكاد يكون هدفاً نبيلاً وصعباً بحد ذاته ويكفي أن تكون الفرجة والمتعة حاضرة في العمل الدرامي بغض النظر عن نوعه ومقولاته الكبرى فليس من الضروري ان تحمل كل الأنواع الدرامية أهدافاً كبرى وتعليمية".وتطرق شادي كيوان إلى عودة معظم الممثلين السوريين الى دمشق بعد سقوط النظام مؤكداً أن "عودة أبناء الدراما السورية إلى بيئتهم سيؤثر بشكل إيجابي على صناعة الدراما ليس كممثلين فقط فبالإضافة لهم هنالك مخرجين وكتاب ومنتجين تم تغييبهم قسراً بسبب مواقفهم عن التواجد في الساحة الدرامية السورية طوال السنوات الماضية"وأوضح قائلا: "أعتقد أن عودة واجتماع هؤلاء العناصر مرة أخرى اذا توفرت لهم ظروف إنتاجية لائقة فإن الدراما السورية ستعود لغزارة إنتاجها وتنوعها".والكاتب شادي كيوان خريج المعهد العالي للفنون المسرحية عام ٢٠١٥ مؤلف وكاتب في عدد من المسرحيات والأعمال التلفزيونية أهمها، أزمة عائلية _ مقابلة مع السيد آدم _ بقعة ضوء وغيرها وكان آخرها مسلسل النسيان. مراحل تطور الدراما السورية شهدت الدراما السورية تطورات ملحوظة على مدى العقود الماضية ففي الستينيات كانت بداية لاكتشاف المواهب السورية الشابة، كما شهدت أولى المحاولات لتأسيس صناعة درامية محلية مستقلة.في السبعينيات، تطورت الدراما السورية لتصبح أكثر تنوعاً وتعقيداً، بدأت الأعمال الدرامية تعالج مواضيع اجتماعية وسياسية أكثر جرأة، مما أكسبها شهرة واسعة داخل وخارج سوريا. شهدت هذه الفترة ظهور العديد من الكتاب والمخرجين والممثلين البارزين الذين ساهموا في نقل الدراما السورية إلى مستويات عالية من الاحترافية والإبداع.في الثمانينات، ازدهرت الصناعة بفضل الإنتاجات الدرامية التي بدأت تتناول موضوعات اجتماعية وثقافية متنوعة، في التسعينات، تحولت الدراما السورية إلى ظاهرة عربية بفضل المسلسلات الناجحة. تعد الدراما السورية مرآة حقيقية للمجتمع، حيث تسلط الضوء على العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية من خلال تجسيد حياة الناس اليومية وصراعاتهم، قدمت الدراما السورية صورا حية لتقاليد وعادات المجتمع، أيضا، تناولت الدراما موضوعات مثل الفقر، التعليم، الزواج، والمرأة، مما ساعد في توثيق تفاصيل دقيقة لحياة المجتمع السوري.في التسعينيات والعقد الأول من الألفية الجديدة، استمرت الدراما السورية في التطور وازدهارها، حيث بدأت تتبنى أساليب حديثة وتقنيات متقدمة في الإخراج والتصوير. ازدادت شعبية الدراما السورية في الدول العربية، وأصبحت تنافس الدراما المصرية في مجال الإنتاج والتوزيع. كما بدأت الأعمال الدرامية تستقطب الجمهور من خلال تناول قضايا إنسانية واجتماعية معاصرة تعكس واقع الحياة اليومية للمواطن السوري.