بيتكوين: 116,187.94 الدولار/ليرة تركية: 40.90 الدولار/ليرة سورية: 12,905.13 الدولار/دينار جزائري: 129.70 الدولار/جنيه مصري: 48.31 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
قطر
قطر
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الجزائر
الجزائر
الامارات
الامارات
منوع

القيافة والعيافة والريافة.. فنون الفراسة العربية في كشف أسرار الإنسان والطبيعة

القيافة والعيافة والريافة.. فنون الفراسة العربية في كشف أسرار الإنسان والطبيعة

اشتهر العرب قديما بعلوم فراسة متخصصة ارتبطت ببيئتهم الصحراوية وحاجتهم إلى التكيف مع تحدياتها، ومن أبرزها "القيافة" و"العيافة" و"الريافة" هذه العلوم تعكس ذكاءً فطريا وقدرةً على الاستدلال من الظواهر الطبيعية والبشرية. 

 

القيافة:

القيافة علم يُعنى بتحليل الآثار البشرية أو الجسدية لتحديد النسب أو تتبع الأشخاص، وتنقسم إلى نوعين:   قيافة البشر: الاستدلال على النسب أو الصفات من خلال هيئة الأعضاء الجسدية، مثل تشابه الأقدام أو الوجوه بين الأفراد .   قيافة الأثر: تتبع آثار الأقدام أو الخفاف في الصحراء لمعرفة اتجاهات الأشخاص أو الحيوانات .   في الجاهلية، اعتمدت القبائل على القيافة لحل نزاعات النسب، مثل قضية سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة التي حسمها النبي (ص) بالاعتماد على الشبه الظاهري .   وكانت القيافة أداة اجتماعية وقضائية لضمان استقرار المجتمعات البدوية عبر الحفاظ على النسب وحل النزاعات .  

العيافة 

العيافة (فراسة الأثر) تُعنى بتحليل آثار الأقدام أو الحوافر في الرمال لاستنتاج معلومات عن صاحبها، مثل جنسه، عمره، صحته، أو حتى حالته النفسية .  تميز العرب بين أثر الرجل والمرأة، والشيخ والشاب، وحتى الأعمى والبصير من خلال عمق الخطوات وتباعدها .   استخدمت في الصيد؛ لتعقب الفريسة عبر تتبع آثارها .   اشتهرت قبيلة "بني مدلج" بهذا العلم، حيث استعان كفار قريش بأحد أفرادها لتتبع أثر النبي (ص) أثناء هجرته إلى المدينة .   وساهمت العيافة في تعزيز الأمن القبلي عبر كشف الجرائم أو سرقات الماشية، كما كانت أداةً للبقاء في الصحراء الشاسعة .

الريافة

الريافة هي علم تحديد مواقع المياه الجوفية باستخدام علامات طبيعية مثل رائحة التربة، نوع النباتات، أو سلوك الحيوانات   واشتهرت عشيرة آل همزان من قبيلة شمر بهذا الفن، حيث كانوا يحفرون الآبار بناءً على فراستهم، مثل "بئر سماح" في حائل، الذي اكتشفه "دغيمان الهمزاني" رغم تشكك المحيطين به .   و يعتمد الريّافون على ملاحظة الرطوبة في التربة، أو وجود حشرات معينة كالنمل، التي تدل على قرب المياه .   في بيئة نادرة المياه مثل الجزيرة العربية، كانت الريافة مهارةً حيوية للبقاء، ولا تزال تُدرس كجزء من العلوم الهيدروجيولوجية الحديثة . فراسة العرب في القيافة والعيافة والريافة تعكس تفاعلهم العميق مع البيئة الصحراوية، حيث حوّلوا الملاحظة الدقيقة إلى علوم منهجية ساهمت في بناء مجتمعات مستقرة. ورغم تراجع بعضها أمام التكنولوجيا الحديثة، إلا أنها تبقى شاهدًا على عبقرية حضارية استثنائية .
المقال التالي المقال السابق
0