ـ رسالة من كوريا الشمالية إلى إدارة ترامب
وجاء الإطلاق في الوقت الذي زار فيه وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا كوريا الجنوبية لحضور سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين، حيث تسعى الدولتان الآسيويتان المجاورتان إلى تعزيز العلاقات الثنائية قبل عودة ترامب إلى منصبه الأسبوع المقبل. قالت القوات المسلحة في كوريا الجنوبية: إن "الجيش الكوري الجنوبي رصد عدة صواريخ باليستية قصيرة المدى أطلقت في البحر الشرقي"، في إشارة إلى المسطح المائي المعروف أيضا باسم بحر اليابان. كما قالت القوات المسلحة: إن وكالات الاستخبارات الكورية الجنوبية والأمريكية راقبت استعدادات بيونغ يانغ لإطلاق الصاروخ، فيما حافظت سول على "الاستعداد الكامل" وتبادلت المعلومات مع واشنطن وطوكيو. وأفاد الجيش الكوري الشمالي بأن عملية الإطلاق جرت الثلاثاء في حوالي الساعة 9:30 صباحا (0030 بتوقيت جرينتش) بالقرب من منطقة جانجي في كوريا الشمالية، حيث طار الصاروخان مسافة 250 كيلومترا (155 ميلا) قبل أن يسقطا في البحر. وأدانت القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الاختبار، ودعت كوريا الشمالية إلى "الامتناع عن المزيد من الأعمال غير القانونية والمزعزعة للاستقرار". كما انتقد الرئيس الكوري الجنوبي بالوكالة تشوي سانج موك عملية الإطلاق، قائلاً: إنها تنتهك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأضاف: أن "سول سترد بقوة أكبر على استفزازات كوريا الشمالية استنادا إلى موقفها الأمني القوي وتحالفها مع الولايات المتحدة". وقال الخبراء: إن الإطلاق الأخير قد يكون بمثابة رسالة إلى الرئيس الأمريكي المقبل. من جانبه، قال رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سول، يانغ مو جين: إن "هذا قد يشير إلى نية ممارسة الضغط قبل الولاية الثانية لإدارة ترامب". - الاختبار الثاني هذا الشهر وقال آن تشان إيل، وهو باحث منشق يدير المعهد العالمي لدراسات كوريا الشمالية، لوكالة فرانس برس: إن عملية الإطلاق التجريبية "تبدو وكأنها نية لتأكيد الوجود في مواجهة إدارة ترامب". وأضاف: أن ذلك قد يكون أيضاً بهدف "زعزعة استقرار كوريا الجنوبية خلال فترة الاضطرابات في سول"، في الوقت الذي بدأت فيه محاكمة الرئيس يون سوك يول المعلقة اليوم الثلاثاء بسبب محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية. ووصلت العلاقات بين الكوريتين إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، حيث أطلقت كوريا الشمالية سلسلة من الصواريخ الباليستية العام الماضي، في انتهاك للعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة. ويعد الإطلاق الذي جرى اليوم الثلاثاء هو الثاني الذي تقوم به بيونغ يانغ هذا الشهر، بعد أن أطلقت الأسبوع الماضي ما قالت إنه نظام صاروخي جديد أسرع من الصوت. ولم يتم الكشف عن موقع الاختبار، لكن الصور التي نشرتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية KCNA أظهرت الزعيم كيم جونغ أون، وهو يراقب عملية الإطلاق التي جرت الأسبوع الماضي مع ابنته المراهقة جو آي. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن كوريا الشمالية استخدمت "مركبا جديدا من ألياف الكربون" في محرك الصاروخ، وهو ما حذر الخبراء من أنه قد يسمح لبيونغ يانغ بضرب أهداف أخرى باستخدام تكنولوجيا لا تتوفر لها حاليا سوى الولايات المتحدة وروسيا والصين. - علاقات بيونغ يانغ مع موسكو ويأتي إطلاق الصاروخ الأسرع من الصوت المزعوم الأسبوع الماضي، في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين يزور كوريا الجنوبية. وقال بلينكين أثناء وجوده في سول: إن موسكو تزيد من تعاونها مع بيونغ يانغ، مضيفاً أنهما يعملان بشكل أوثق على الإطلاق في مجال تكنولوجيا الفضاء المتقدمة. فيما قال الباحث آن: إن سبباً آخر لإطلاق الصاروخ يوم الثلاثاء قد يكون اختبار "صواريخ مخصصة للتصدير إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا". وأعرب بلينكن أيضاً عن قلقه المتجدد من أن تقبل روسيا، الدولة التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، رسمياً كوريا الشمالية كدولة نووية، في ضربة للإجماع العالمي على ضرورة إنهاء بيونغ يانغ لبرنامجها النووي. في أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول، أجرت كوريا الشمالية تجربة على ما قالت إنه صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب هو الأكثر تقدما وقوة لديها، وبعد أيام، أطلقت دفعة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى. وتعتقد أجهزة الاستخبارات الأمريكية والكورية الجنوبية أيضاً أن كوريا الشمالية بدأت في أكتوبر/تشرين الأول بإرسال آلاف الجنود للقتال ضد أوكرانيا، وتكبدت منذ ذلك الحين مئات الضحايا. ولكن لم تؤكد كوريا الشمالية ولا روسيا رسمياً أن قوات بيونجغ يانغ تقاتل لصالح موسكو.