
تغييرات جذرية في سياسات بث الإعلانات على المنصات الإذاعية
أعلن مجلس الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، عن قرار محوري يتعلق بسياسات بث الإعلانات على المنصات الإذاعية التابعة للهيئة. وفقًا لتوصيات لجنة الإهداءات والسياسات الإعلانية، تقرر وقف بث الإعلانات على إذاعة القرآن الكريم، المنصة التي تُعد رمزًا للإعلام الروحي والثقافي، مع نقل جميع الإعلانات الحالية إلى الإذاعات الأخرى التابعة للهيئة. ومن المقرر أن يدخل هذا القرار حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من يناير 2025. يأتي هذا الإجراء كجزء من خطة شاملة لإعادة هيكلة السياسات الإعلانية بما يضمن الحفاظ على الطابع الفريد لهذه الإذاعة، والتي لطالما ارتبطت بتقديم المحتوى الديني الهادف. ويعكس القرار حرص الهيئة على تعزيز القيم الأخلاقية والروحية في وسائل الإعلام، مع ضمان استمرارية تقديم خدماتها الإذاعية بما يلبي توقعات الجمهور.إذاعة القرآن الكريم: منبر الوسطية والتسامح الديني
تعد إذاعة القرآن الكريم من أبرز المنصات الإعلامية التي نجحت في ترسيخ قيم الإسلام الوسطي ونشر التسامح الديني بين المسلمين وغير المسلمين. منذ انطلاقها، وهي تحمل رسالة إعلامية سامية تتجاوز حدود بث التلاوات القرآنية، لتصبح منبرًا ينقل تعاليم الإسلام السمحة، ويعزز قيم التعايش السلمي بين أفراد المجتمع بمختلف انتماءاتهم.ترسيخ الإسلام الوسطي
تلعب إذاعة القرآن الكريم دورًا حيويًا في نشر قيم الإسلام الوسطي، الذي يدعو إلى الاعتدال في الفكر والسلوك. من خلال برامجها التعليمية والتفسيرية، تُبرز الإذاعة روح الإسلام الذي يرفض الغلو والتطرف، ويسعى لتحقيق العدالة والرحمة. تسلط الضوء على أهمية الفهم العميق للنصوص الدينية، مما يعزز وعي المسلمين ويقودهم إلى تطبيق التعاليم الإسلامية بشكل متزن ومعتدل، بعيدًا عن التعصب.نشر التسامح بين المسلمين وغير المسلمين
ساهمت إذاعة القرآن الكريم في ترسيخ قيم التسامح الديني من خلال برامجها الحوارية والدعوية التي تدعو إلى احترام الآخر وتعزيز التفاهم المتبادل. وتُبرز الإذاعة كيف أن الإسلام كدين عالمي يدعو للتعايش السلمي مع غير المسلمين، ويحث على معاملة الجميع بالعدل والإحسان. برامج الإذاعة تحفز المستمعين على تطبيق هذه القيم في حياتهم اليومية، مما يعزز النسيج الاجتماعي ويقوي الروابط بين أفراد المجتمع.دعم الهوية الإسلامية
بالإضافة إلى دورها في نشر التسامح، تُعد إذاعة القرآن الكريم أداة فعالة في تعزيز الهوية الإسلامية لدى المسلمين، خصوصًا الأجيال الشابة. تقدم الإذاعة محتوى ثريًا يشمل تفسير القرآن الكريم، الأحاديث النبوية، والسير الذاتية للعلماء المسلمين الذين ساهموا في بناء حضارة إنسانية عظيمة. هذا المحتوى يُعمق من انتماء المسلمين لدينهم وثقافتهم، وفي الوقت نفسه يُعرف غير المسلمين بجوهر الإسلام.رسالة إعلامية تتجاوز الحدود
لم تقتصر رسالة إذاعة القرآن الكريم على نطاق محلي فقط، بل تجاوزت حدود الجغرافيا لتصل إلى مختلف أنحاء العالم. تسهم في بناء جسور التواصل الثقافي والديني بين الشعوب، وتعمل كمنصة تعكس الصورة الحقيقية للإسلام دين السلام والتسامح، مما يساعد على تصحيح المفاهيم الخاطئة وتعزيز الحوار الحضاري.