تداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو مثير يوثق لحظة غريبة داخل "كهف الموت" (Cueva de la Muerte) الشهير في كوستاريكا، حيث أثار الحادث دهشة الزوار وحيرة المتابعين.
اختفاء الشعلة في ثوانٍ
يظهر الفيديو مرشدًا سياحيًا يقف عند مدخل الكهف، ممسكًا بشعلة مشتعلة. في مشهد لا يُصدق، ينطفئ اللهب في أقل من سبع ثوانٍ. وأرجع الخبراء هذا الحدث إلى تدفق غاز ثاني أكسيد الكربون الثقيل من الكهف، الذي يحرم الشعلة من الأكسجين الضروري للاحتراق.
غاز قاتل يضغط الأكسجين بعيدًا
داخل الكهف، يعمل غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يُعد أكثر كثافة من الهواء، على النزول إلى الأسفل وطرد الأكسجين من المدخل. ويتسبب هذا التفاعل في تشكيل سحابة رمادية بدلاً من اللهب المتصاعد.
مخاطر على الكائنات الحية
المستكشف البلجيكي جاي فان رينتيرجيم، المتخصص في دراسة الكهوف، أوضح أن تدفق الغاز من الكهف يتسبب في اختناق الحيوانات الصغيرة خلال لحظات. وأشار إلى أن مصدر الغاز هو بركان "بواس" القريب، الذي يضخ الكميات الكبيرة منه إلى الكهف من خلال التكوينات الجيولوجية.
أرقام مرعبة
بحسب التقديرات، يطلق الكهف حوالي 66 رطلاً (30 كغم) من ثاني أكسيد الكربون كل ساعة، وهو ما يعادل أكثر من 263 طنًا سنويًا.
ولتحذير الزوار، نُصبت لافتة تحمل صورة جماجم وعظام متقاطعة عند مدخل الكهف، مكتوب عليها: "خطر! ممنوع تخطي هذه النقطة".
كيف ينجو البشر؟
رغم خطورته، فإن البشر غالبًا ما ينجون من تأثيرات الكهف بفضل صغر حجمه الذي يصعب دخوله بالكامل. ومع ذلك، فقدت حيوانات مثل الثعابين والطيور والقوارض حياتها داخله بسبب التركيزات العالية للغاز السام.
خطورة مشابهة في كهوف أخرى
يؤكد فان رينتيرجيم، المهندس الكيميائي، أن "كهف الموت" ليس الوحيد من نوعه.
فهناك كهوف أخرى حول العالم تحتوي على تركيزات مرتفعة من ثاني أكسيد الكربون، مثل كهف موفيل في رومانيا وكهف كاربورانجيلي في إيطاليا.
ويُذكر أيضًا حادثة مأساوية في كهف بيك بديربيشاير في المملكة المتحدة، حيث فقد طالب حياته عام 1959 بسبب استنشاق هذا الغاز.
تحذير دائم
يشكل "كهف الموت"، الواقع في منطقة فينيسيا بكوستاريكا، تذكيرًا صارخًا بخطورة الاقتراب من مثل هذه المواقع الطبيعية التي قد تبدو جذابة لكنها تخفي تهديدات قاتلة تحت سطحها.
[caption id="attachment_622797" align="alignnone" width="2405"]
ظاهرة غريبة في "كهف الموت" بكوستاريكا تثير الجدل.. ما قصتها؟[/caption]
