اتهمت إيران، اليوم الجمعة، الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء تصاعد نشاط فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، مع تصاعد التحركات الأمنية في القواعد العسكرية الروسية هناك في ظل التهديدات المستمرة.
ووفقاً لما أوردته وسائل إعلام إيرانية رسمية، ندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بالهجمات الأخيرة التي شنتها المعارضة السورية، ووصفها بأنها "مؤامرة أميركية إسرائيلية" جاءت بعد ما اعتبره هزائم لإسرائيل في لبنان وفلسطين.
وخلال مكالمة هاتفية مع نظيره السوري بسام الصباغ، أكد عراقجي دعم بلاده الثابت للحكومة السورية في مواجهة ما وصفه بالإرهاب.
إيران تؤكد دعمها لسوريا وسط التصعيد
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، شدد عراقجي على أن إيران ستواصل دعم سوريا شعباً وحكومةً وجيشاً في مواجهة "الهجمات الإرهابية" واسعة النطاق التي تشهدها منطقة حلب في شمال البلاد.
الموقف الروسي والتدابير الأمنية
من جانبه، صرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن التطورات الأخيرة في حلب تمثل "انتهاكاً للسيادة السورية"، وأكد دعم روسيا للحكومة السورية في مساعيها لاستعادة الاستقرار والنظام الدستوري في البلاد.
وفي سياق متصل، كشف رئيس تحرير مجلة الدفاع الوطني الروسية، إيغور كوروتشينكو، لوكالة "تاس"، عن اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في القاعدتين العسكريتين الروسيتين في حميميم وطرطوس، لضمان سلامتهما في ظل التهديدات المتزايدة.
وأشار إلى أن التصعيد مرتبط بمحاولات الولايات المتحدة خلق نقاط توتر جديدة للضغط على روسيا، متزامنة مع جهودها في تأجيج الصراع الأوكراني.
كوروتشينكو أضاف أن الاستخبارات الأميركية تدعم المعارضة المسلحة السورية وتنسق تحركاتها بشكل متزامن مع التصعيد العالمي ضد المصالح الروسية. وأكد أن روسيا، عبر قاعدتها الجوية في حميميم، مستعدة لتوجيه ضربات دقيقة لدعم الجيش السوري ومواجهة التهديدات.
الاشتباكات وأثرها على المدنيين
وبالتزامن أعلنت القيادة العامة للجيش السوري أن المعارضة المسلحة شنت هجوماً كبيراً في 27 نوفمبر شمال منطقة خفض التصعيد، مستهدفة مواقع حكومية متعددة، في واحدة من أعنف جولات القتال منذ سنوات.
وذكرت القيادة أن الجيش السوري، مدعوماً بالقوات الروسية، تمكن من تحييد أكثر من 400 مسلح في محافظتي حلب وإدلب.
مصدر أمني سوري أكد أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى حلب لدعم القوات الحكومية في مواجهة المعارضة المسلحة التي أصبحت على أبواب المدينة.
الخسائر والنزوح
وفقاً لوسائل إعلام محلية أسفرت العمليات العسكرية الأخيرة عن مقتل 255 شخصاً، معظمهم مقاتلون من الطرفين، بالإضافة إلى 24 مدنياً، معظمهم سقطوا جراء القصف الجوي الروسي.
على الجانب الإنساني، تسببت المعارك بنزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم تقريباً من الأطفال، بحسب تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
[caption id="attachment_618017" align="alignnone" width="2405"]
إيران تحمّل أمريكا مسؤولية التصعيد بسوريا وروسيا تتحدث عن تحركات لقواتها[/caption]
