في خضم التصعيد المستمر بين روسيا والغرب، وخاصة بعد القرار الأميركي بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، أكدت موسكو موقفها الحازم بشأن هذا التطور.
تحذير روسي شديد اللهجة
صرح ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أن تسليم أسلحة نووية إلى أوكرانيا سيُعتبر هجوماً مباشراً على روسيا، وفقاً لتحديثات العقيدة النووية الروسية.
وأوضح في منشور على قناته الرسمية على "تليغرام" أن مجرد التفكير في نقل هذه الأسلحة إلى كييف يُعد بمثابة تحضير لصراع نووي شامل مع موسكو.
وأشار ميدفيديف إلى أن روسيا قد تعتبر هذا الإجراء تهديداً وجودياً يماثل الهجوم الفعلي، استناداً إلى البند التاسع عشر من أساسيات سياسة الدولة الروسية بشأن الردع النووي.
جاءت هذه التصريحات بعد تقارير غربية تحدثت عن اقتراح إعادة الأسلحة النووية إلى أوكرانيا، التي كانت قد تخلت عنها عقب انهيار الاتحاد السوفيتي.
تحديثات روسية على العقيدة النووية
قبل أيام فقط، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يُوسّع استخدام الترسانة النووية الروسية، تزامناً مع مرور 1000 يوم على اندلاع الحرب في أوكرانيا.
جاءت هذه الخطوة كرد مباشر على سماح الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي.
بوتين حذّر سابقاً من أن أي هجوم تنفذه دولة غير نووية، مثل أوكرانيا، ولكن بدعم من دولة نووية كالولايات المتحدة، قد يُعتبر عدواناً مشتركاً، مما يُتيح لموسكو استخدام أسلحة نووية بموجب العقيدة المحدثة.
التوتر يتصاعد دولياً
في الوقت الذي أعرب فيه الغرب عن استنكاره لتعديل روسيا لعقيدتها النووية، كشفت تقارير أميركية أن إعادة الأسلحة النووية إلى أوكرانيا تواجه تحديات عملية كبيرة، لكنها تحمل في طياتها "عواقب وخيمة" على الساحة الدولية.
قرار واشنطن بالسماح باستخدام الصواريخ بعيدة المدى يُعد تطوراً نوعياً في الصراع الأوكراني الروسي، حيث أقر مسؤولون أميركيون أن الرئيس جو بايدن منح الضوء الأخضر لكييف لتنفيذ ضربات داخل روسيا باستخدام تلك الصواريخ، مما يزيد من احتمالية التصعيد العسكري بين القوى الكبرى.
[caption id="attachment_617453" align="alignnone" width="2405"]

ميدفيديف يحذر أوروبا من البند 19 في العقيدة النووية الروسية "المحدّثة"[/caption]