تتسارع التطورات في المشهد اللبناني-الإسرائيلي وسط تقارير تكشف عن ملامح اتفاق محتمل قد ينهي التصعيد بين الجانبين. ووفقًا لتقارير نشرتها صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إقليميين وأمريكيين مطلعين، هناك ما يدعو إلى التفاؤل الحذر بإمكانية التوصل إلى تسوية تُحقق هدنة مؤقتة بين إسرائيل ولبنان.
تفاصيل الاتفاق المحتمل
تشير المصادر إلى أن الاتفاق قيد النقاش يشمل هدنة تمتد لـ60 يومًا، تتعهد خلالها إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية التي سيطرت عليها مؤخرًا، بينما ينسحب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني. ومع ذلك، أكدت المصادر أن تفاصيل تنفيذ الاتفاق لا تزال بحاجة إلى مزيد من المفاوضات، ما يعكس تعقيد الوضع الميداني والسياسي.
أولوية إسرائيلية للتوصل إلى اتفاق
بحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، تبدو إسرائيل أكثر حماسًا لإبرام اتفاق يوقف إطلاق النار في لبنان مقارنة بغزة. ويعود ذلك إلى اعتقاد إسرائيلي بأن وقف القتال هو الطريقة الأسهل لإعادة السكان اللبنانيين شمالًا وضمان استقرار الحدود الجنوبية.
عقبات أمام التنفيذ
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مصادر محلية أن هناك تقديرات بإعلان وقف إطلاق النار خلال الأيام المقبلة، إذا ما تم حل "التفاصيل الصغيرة العالقة". وأبرز العقبات التي تم الكشف عنها هي رفض إسرائيل منح فرنسا دورًا في آلية مراقبة تنفيذ الاتفاق، وهو ما أثار خلافات خلال المباحثات التي يقودها الوسيط الأمريكي آموس هوكستين.
لماذا ترفض إسرائيل الدور الفرنسي؟
وكانت قد دعت باريس إلى العودة إلى تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي يدعو إلى انسحاب القوات غير اللبنانية من الجنوب وحصر النشاط العسكري بالجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل". وهذا التوجه لا يتناسب مع السياسات الإسرائيلية التي تركز على الحد من قدرات "حزب الله" بشكل كامل.
بالإضافة إلى ذلك، تقترح فرنسا تعزيز دور الجيش اللبناني في الجنوب من خلال توفير التمويل والتدريب، وهو أمر تدعمه باريس بقوة. لكن إسرائيل تبدو غير واثقة من قدرة الجيش اللبناني على تنفيذ هذه المهام في منطقة يسيطر عليها "حزب الله"، مما يضعف الثقة في فعالية أي دور فرنسي مستقبلي. كما أن هناك توجهاً إسرائيلياً يفضل إبقاء المفاوضات محصورة تحت المظلة الأمريكية لضمان توافق أكبر مع المصالح الإسرائيلية الاستراتيجية.
[caption id="attachment_616839" align="alignnone" width="2405"]

تبلور اتفاق محتمل بين إسرائيل ولبنان.. هدنة لـ60 يومًا وعقبة واحدة تعيقه[/caption]