تصاعد غير مسبوق في التوترات الجيوسياسية
في تصعيد خطير ومثير للقلق على الساحة الدولية، نفذت أوكرانيا ضربة صاروخية ضد روسيا، مستعينةً بأسلحة أمريكية بعيدة المدى لأول مرة منذ بداية الحرب الروسية-الأوكرانية في فبراير/شباط 2022. هذا التطور يمثل منعطفًا جديدًا في مسار الصراع الذي شهد تحولًا تدريجيًا من حرب تقليدية محدودة إلى مواجهة تحمل أبعادًا دولية، حيث أصبحت الأطراف المتصارعة تستعين بقدرات عسكرية متطورة توفرها قوى عالمية كبرى.
من جهة أخرى، أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موجة من الجدل بإعلانه تعديل العقيدة النووية الروسية. في خطوة غير مسبوقة، قررت روسيا خفض العتبة التي تحدد استخدام الأسلحة النووية، بحيث يمكنها الآن الرد على أي هجوم واسع النطاق باستخدام الأسلحة التقليدية، وليس فقط النووية. هذه الخطوة تعكس تحولًا في السياسة الدفاعية الروسية وتبعث برسائل واضحة إلى العالم حول استعدادها لاستخدام القوة القصوى إذا اقتضى الأمر.
قوة الدولار تلقي بظلالها علىأسعار الذهب رغم انتعاش الطلب على الملاذ الآمن
صرح بيتر غرانت، نائب رئيس شركة Zaner Metals وكبير محللي شؤون المعادن، بأن التوترات الأخيرة عززت الاهتمام بأصول الملاذ الآمن مثل الذهب. وأضاف: "أرى أن الارتباط العكسي قد عاد خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلا أن قوة الدولار ستظل تمثل عاملًا سلبيًا على أسعار الذهب في المستقبل". ارتفع الدولار بعد تراجعه لثلاثة أيام متتالية، مما أثر سلبًا على مكاسب الذهب عبر زيادة تكلفته للمشترين من أصحاب العملات الأخرى. وخلال الأسبوع الماضي، تكبد الذهب أكبر خسارة أسبوعية له في أكثر من ثلاث سنوات، بالتزامن مع تسجيل مؤشر الدولار أعلى مستوى له خلال عام.
أما على صعيد المعادن الأخرى، فقد شهدت انخفاضًا ملحوظًا؛ حيث تراجع السعر الفوري للفضة بنسبة 0.9% إلى 30.92 دولارًا للأونصة، بينما انخفض البلاتين بنسبة 1.8% إلى 956.87 دولارًا، وهبط البلاديوم بنفس النسبة ليصل إلى 1016.73 دولارًا للأونصة.
هذه التطورات تشير إلى استمرار تقلبات الأسواق، حيث يبقى الدولار القوي عقبة رئيسية أمام صعود المعادن الثمينة رغم زيادة الطلب عليها كملاذ آمن.
