في خطوة قد تزيد من حدة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، أكدت تقارير أن أوكرانيا استخدمت لأول مرة صواريخ "أتاكمز" بعيدة المدى، التي أجاز الرئيس الأميركي جو بايدن تسليمها لكييف، في هجوم استهدف منطقة حدودية داخل الأراضي الروسية. جاء ذلك وفقاً لوكالة "آر بي سي" الأوكرانية ونقلاً عن تقرير لوكالة بلومبرغ.
صواريخ أتاكمز: بداية مرحلة جديدة في الصراع
إعلان مسؤولين أميركيين عن سماح بايدن باستخدام هذه الصواريخ يمثل تحوّلاً كبيراً في الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا.
ووفق تقارير إعلامية، فإن أوكرانيا استخدمت الصواريخ لضرب أهداف عسكرية روسية على عمق كبير داخل الأراضي الروسية، وهو تصعيد لم تشهده الحرب من قبل.
وأشار المسؤولون إلى أن هذه الصواريخ ستُستخدم مبدئياً في استهداف القوات الروسية والقوات الكورية الشمالية المتمركزة في منطقة كورسك، غرب روسيا.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، جاء قرار بايدن بتزويد أوكرانيا بصواريخ "أتاكمز" كردّ على تقارير استخباراتية تشير إلى دخول قوات كورية شمالية لدعم روسيا في القتال.
تحديث العقيدة النووية الروسية
في ردّ فوري على استخدام أوكرانيا لهذه الأسلحة، أظهرت وثيقة منشورة على الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين وافق على تحديث العقيدة النووية الروسية.
ويأتي هذا التحديث في توقيت حساس، لا سيما قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وفقاً للمرسوم الرئاسي الجديد، تعتبر روسيا أي هجوم تقليدي عليها بمساعدة دولة تمتلك أسلحة نووية بمثابة هجوم مشترك على روسيا.
وقد صرّح المرسوم بأن سياسة الردع النووي الروسية "تحمل طابعاً دفاعياً" وأن استخدامها للأسلحة النووية سيكون "إجراء اضطرارياً أخيراً."
التأثير على المشهد الدولي
التحديث الروسي للعقيدة النووية يرسل رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة وحلفائها بأن موسكو لن تتهاون مع تصعيد الهجمات داخل أراضيها.
الخطوة تأتي بينما تتزايد المخاوف من تصعيد غير محسوب قد يجر العالم إلى مواجهة أوسع.
المحللون يرون أن إدخال الأسلحة بعيدة المدى في الصراع ينذر بعواقب وخيمة. ومن جهته، أشار الدكتور فلاديمير أورلوف، خبير الشؤون الأمنية الروسي، إلى أن "هذا التصعيد يضع العالم أمام اختبار حقيقي لمدى تماسك نظام الردع النووي العالمي."
واشنطن وموسكو: لعبة عضّ الأصابع
الخطوات المتبادلة بين واشنطن وموسكو تعكس مساراً تصعيدياً لا يبدو أنه سيهدأ قريباً.
ويرى محللون أن بايدن يهدف من قراره إلى تعزيز قدرة أوكرانيا على مواجهة روسيا، بينما تسعى موسكو إلى تأكيد قوتها وردع أي تدخل خارجي إضافي.
[caption id="attachment_616215" align="alignnone" width="2405"]

بعد ضوء أخضر من بايدن.. أوكرانيا تضرب العمق الروسي بصواريخ "أتاكمز" وروسيا تحدث عقيدتها النووية[/caption]