التقطت صورة عام 2014 تُظهر بحيرة واسعة من المياه الذائبة بلون أزرق لافت تتوسط نهراً جليدياً في ألاسكا، وتحيط بها جبال جليدية صغيرة متناثرة. مثل هذه "البرك الذائبة" أصبحت ظاهرة شائعة في القطب الشمالي كنتيجة لتغير المناخ، مما يسهم بشكل كبير في تسريع ذوبان الجليد في المنطقة.
بحسب تقرير لموقع "لايف ساينس"، تمتد البركة الضخمة على عرض يصل إلى حوالي 2300 قدم (700 متر) في أوسع نقطة لها، حيث تضفي المياه الزرقاء العميقة انطباعاً بصرياً يوحي بعمق كبير، رغم أن هذا العمق غالباً ما يكون أقل مما يبدو بسبب طبقات الجليد السميكة تحت السطح.
تشير دراسة أجريت عام 2022 إلى أن متوسط عمق برك الذوبان في القطب الشمالي يبلغ حوالي 9 بوصات (22 سم) فقط، رغم عدم وضوح العمق الفعلي لهذه البركة بالتحديد. وعند تكبير الصورة، يتضح أن هذه البركة معزولة عن غيرها، حيث يحيط بها الجليد لأميال دون تجمعات مماثلة، وهو أمر غير مألوف، إذ تتجمع برك الذوبان عادة في مجموعات قريبة.
رُصدت هذه البحيرة باستخدام أداة ليدار متعددة الحزم مثبتة على طائرة "إي أر – 2" التابعة لناسا، وتظهر هذه البرك عادةً في أواخر الربيع وأوائل الصيف مع ذوبان الجليد وتجمع المياه في المنخفضات على سطح الجليد.
على الرغم من أن برك الذوبان كانت جزءاً من المشهد الطبيعي للقطب الشمالي منذ زمن، إلا أن تغير المناخ أدى إلى زيادة كبيرة في انتشارها، وهو ما يثير قلق العلماء.
فالبرك ذات اللون الأزرق الداكن تمتص أشعة الشمس بكميات أكبر بكثير من تلك التي يمتصها الجليد أو الثلوج المحيطة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتها وزيادة سرعة الذوبان في المناطق المجاورة، خصوصاً على الجليد البحري الضعيف، مما قد يخلق تأثيراً متسلسلاً يساهم في تسريع معدل الذوبان بشكل حاد.
[caption id="attachment_612520" align="alignnone" width="2405"]

بركة زرقاء لافتة بالقطب الشمالي تنذر بخطر كبير ودراسة تكشف معلومات عنها[/caption]