تمكن العلماء من فك لغز استمر لخمسة قرون حول مكان دفن المستكشف كريستوفر كولومبوس، حيث أكدت تحليلات الحمض النووي أن البقايا المدفونة في كاتدرائية إشبيلية بإسبانيا تعود له. وأعلن خبير الطب الشرعي، خوسيه أنطونيو لورينتي، يوم الخميس أن هذه البقايا، المحفوظة في نعش مزخرف، هي بالفعل للمستكشف الشهير.
ونجح فريق من العلماء من جامعة غرناطة بقيادة لورينتي، في تحديد هوية الرفات عن طريق عينات مأخوذة من ابن كولومبوس، فرناندو، وأحد إخوته، ما أتاح لهم تأكيد النظرية التي تشير إلى أن البقايا في إشبيلية هي بالفعل لكولومبوس.
وتوفي كولومبوس عام 1506 في إسبانيا، على الرغم من أنه كان يرغب في أن يُدفن في جزيرة هيسبانيولا، التي تتضمن اليوم هايتي وجمهورية الدومينيكان. ويُعتقد أن رفاته نُقلت إلى هناك عام 1542، ثم إلى كوبا في عام 1795، وأخيراً إلى إشبيلية عام 1898 عقب خسارة إسبانيا السيطرة على كوبا بعد الحرب الإسبانية الأمريكية.
وطوال القرن الماضي، استمر الجدل بين الخبراء حول ما إذا كانت جميع رفات كولومبوس قد نُقلت إلى إشبيلية أو أن جزءًا منها لا يزال في جمهورية الدومينيكان. ففي عام 1877، عُثر على صندوق يحتوي على شظايا عظمية في كاتدرائية سانتو دومينغو، وقد كُتب عليه أنه يعود لكولومبوس، ودفن هذا الصندوق الآن في "منارة كولومبوس" في سانتو دومينغو. ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت هذه الرفات ستخضع لاختبارات جديدة للتحقق من هويتها.
وبالإضافة إلى التساؤلات حول موقع دفن كولومبوس، لطالما كانت هناك نقاشات حول أصوله. فعلى الرغم من أن القصة الشائعة تقول إنه من جنوة في إيطاليا، إلا أن بعض المؤرخين يقترحون أنه ربما كان يهوديًا إسبانيًا أو يونانيًا أو باسكيًا أو حتى برتغاليًا.
وسيُعرض فيلم وثائقي بعنوان "حمض كولومبوس النووي: الأصل الحقيقي" حول هذا الاكتشاف على القناة الوطنية الإسبانية "TVE" اليوم السبت، حيث وصف لورينتي التحقيق بأنه معقد جدًا، مشيرًا إلى أن النتائج الجديدة ستوفر مادة قيمة للدراسات التاريخية المستقبلية.
وتكرم الولايات المتحدة كولومبوس كعطلة فدرالية تُقام في ثاني يوم اثنين من شهر أكتوبر، ومع ذلك، فإن العديد من المؤرخين يعتبرون وصفه بأنه مكتشف أمريكا غير دقيق، حيث يشيرون إلى أن رحلاته اقتصر وصولها على منطقة الكاريبي وليس على الولايات المتحدة. وقد أصبح كولومبوس شخصية مثيرة للجدل، إذ يُتهم بجلب الأمراض القاتلة إلى الشعوب الأصلية وإجبارهم على العمل بالسخرة. وفي الوقت ذاته، يعتبر بعض الأمريكيين من أصول إيطالية أن مغامراته ساهمت في استيطان الأوروبيين للأمريكيتين، ولهذا يُحتفل به.
ولتقديم نظرة متوازنة، يتم الاحتفال في الولايات المتحدة بيوم الشعوب الأصلية في نفس يوم كولومبوس، تكريمًا للثقافات الأصلية التي عانت خلال حقبة الاستعمار الأوروبي.
[caption id="attachment_609076" align="alignnone" width="2405"]

إسبانيا تعثر على مكان "كريستوفر كولومبوس" وتعرض حقائق تاريخية عن "الأصل الحقيقي"[/caption]