حلّقت عشرات الطائرات المقاتلة الإسرائيلية فوق البحر الأبيض المتوسط قبل عامين لمحاكاة ضربة على المنشآت النووية الإيرانية، في تمرين أعلنته قوات الدفاع الإسرائيلية علناً كتحضير لضرب "أهداف بعيدة"، حيث شمل الطيران لمسافات طويلة والتزود بالوقود في الجو، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
لم يكن الهدف من هذه التدريبات مجرد إرسال رسالة إلى إيران، بل كان أيضاً تلميحاً لإدارة بايدن حول استعداد إسرائيل لتنفيذ مثل هذه الضربات بمفردها، رغم إدراكها أن مشاركة الولايات المتحدة، لا سيما بصواريخها الخارقة للتحصينات البالغ وزنها 30 ألف رطل، سترفع من فرص النجاح.
في المقابلات الخاصة، أقر كبار المسؤولين الإسرائيليين بشكوكهم حول قدرة إسرائيل على تحقيق أضرار جسيمة في المنشآت النووية الإيرانية بمفردها. ومع ذلك، كان مسؤولو البنتاغون مؤخراً يراقبون عن كثب تحركات إسرائيل وسط تساؤلات حول ما إذا كانت تستعد لاتخاذ خطوة منفردة، مع تزايد الاعتقاد بأن هذه اللحظة قد لا تتكرر.
الرئيس بايدن بدوره حذّر الإسرائيليين من تنفيذ ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية، مشدداً على ضرورة أن تكون أي ردود فعل "متناسبة" مع الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل.
وأكد وزير الدفاع لويد أوستن لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت أن الولايات المتحدة تفضل تفادي التصعيد، ومن المقرر أن يجتمع الاثنان في واشنطن لمناقشة التطورات.
وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل ستبدأ على الأرجح برد محدود يركز على القواعد العسكرية الإيرانية وربما مواقع استخباراتية، فيما تبقى الأهداف النووية الرئيسية محجوزة لمواجهة تصعيد إيراني محتمل.
في السياق ذاته، تتزايد الأصوات داخل إسرائيل، والتي تلاقي صدى في الولايات المتحدة، بضرورة استغلال الفرصة الحالية لتأخير تقدم البرنامج النووي الإيراني، خاصة مع تقارير استخباراتية تشير إلى اقتراب إيران من القدرة على تصنيع قنبلة نووية. وبينما تستطيع إيران زيادة تخصيب اليورانيوم خلال أسابيع، فإن تصنيع سلاح نووي فعلي قد يستغرق شهوراً أو أكثر.
رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت كتب على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً: "إسرائيل أمام فرصة غير مسبوقة لتغيير وجه الشرق الأوسط. يجب أن نتحرك الآن لتدمير البرنامج النووي الإيراني وشل النظام الإرهابي." وأضاف: "لدينا المبررات والأدوات اللازمة، ومع تراجع دور حزب الله وحماس، أصبحت إيران مكشوفة."
في المقابل، تعمل الإدارة الأميركية على تحذير إسرائيل من تنفيذ هجمات قد تجر المنطقة إلى حرب شاملة. وقد أثار النقاش حول كيفية التعامل مع البرنامج النووي الإيراني تساؤلات واسعة في الأوساط السياسية، حيث أعرب البعض، مثل النائب مايكل تيرنر، عن استيائهم من موقف بايدن الذي استبعد الخيار العسكري علناً، بينما انتقد الرئيس السابق دونالد ترامب ما اعتبره تهاوناً، مشيراً إلى ضرورة "ضرب النووي أولاً."
[caption id="attachment_608422" align="alignnone" width="2405"]
إسرائيل استعدت لضرب النووي الإيراني.. تحرّك قبا عامين كشف "الخطة"[/caption]
