تحطم صاروخ صيني بعد إطلاق قمر اصطناعي جديد، مما أدى إلى تكوين حقل من النفايات الفضائية، وأثار مجدداً مخاوف الولايات المتحدة من سياسات الصين تجاه هذه القضية.
وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال"، الصاروخ من طراز Long March 6A، الذي أُطلق في 6 أغسطس، كان يحمل مجموعة من الأقمار الاصطناعية التي تهدف إلى إنشاء شبكة منافسة لـ"ستارلينك"، خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية التي تديرها شركة "سبيس إكس" التابعة للملياردير إيلون ماسك.
وبعد اكتمال عملية الإطلاق، تعرض الصاروخ للتفكك، مما أدى إلى انتشار مئات القطع من الحطام في الفضاء. ولم تُعرف بعد أسباب هذا التحطم، علماً أن هذا النوع من الصواريخ يعاني من مشكلات متعددة، حيث سبق وأن تم رصد عشرات القطع من الحطام حول مرحلته العليا في مناسبات سابقة من العام الجاري، وفقاً لشركة s2a Systems السويسرية المتخصصة في مراقبة الفضاء.
وفي حادثة سابقة، تفكك نفس الطراز من الصواريخ في المدار في نوفمبر 2022، مما أدى إلى انتشار أكثر من 500 قطعة حطام في الفضاء. هذا الوضع يثير مخاوف كبيرة لدى العلماء من أن يؤدي تراكم الحطام الفضائي إلى ما يُعرف بمتلازمة "كيسلر"، التي قد تتسبب في تعطل أنظمة الاتصالات والملاحة الأرضية نتيجة التصادمات المتتالية في الفضاء.
ومن المعروف أن قطع الحطام الفضائي، حتى تلك التي يقل قطرها عن 10 سنتيمترات، يمكن أن تشكل خطراً على المعدات الفضائية مثل محطة الفضاء الدولية، حيث تمتلك القدرة على اختراق الدروع الواقية لهذه الوحدات بسبب سرعتها العالية في المدار. أما الحطام الأكبر حجماً، فقد يؤدي إلى تدمير المركبات الفضائية بالكامل.
عادةً، عندما يكمل الصاروخ مهمته ويصل إلى المدار المطلوب، يتم تشغيل محركاته للمرة الأخيرة لدفعه نحو الغلاف الجوي، حيث من المفترض أن يحترق دون ترك أي حطام خلفه. ولكن في هذه الحالة، لم يتم تنفيذ هذه العملية بنجاح.
وقيادة الفضاء الأميركية، التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أعلنت أنها رصدت أكثر من 300 قطعة حطام ناتجة عن تفكك الصاروخ في المدار الأرضي المنخفض، وأكدت أنه لا يوجد تهديد مباشر لمحطة الفضاء الدولية أو المحطة الصينية.
شركة LeoLabs الأميركية المتخصصة في التتبع الفضائي، أشارت إلى أن هذه الحادثة قد تخلّف ما لا يقل عن 700 قطعة حطام جديدة على ارتفاع 500 ميل فوق الأرض، مما يجعلها واحدة من أكبر حوادث التفكك الصاروخي في التاريخ.
في المقابل، أعلنت "ستارلينك" أن الحطام الناتج عن الحادثة لا يشكل خطراً فورياً على أسطولها الفضائي، إلا أنها حذرت من أن هذه الشظايا قد تبقى في الفضاء لعقود.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، أن بلاده تولي أهمية كبيرة لمسألة الحد من الحطام الفضائي، مشيراً إلى أن الصين اتخذت الإجراءات اللازمة بعد الحادثة الأخيرة، مؤكداً التزامها بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
وتستمر الصين في إطلاق الصواريخ لتحقيق أهدافها العلمية والعسكرية، حيث أطلقت 66 صاروخاً خلال العام الماضي، مقارنة بـ38 صاروخاً في عام 2018. وتخطط الصين لإطلاق حوالي 100 صاروخ إضافي هذا العام، وتهدف إلى إطلاق أكثر من 20 ألف قمر اصطناعي خلال العقد المقبل لتوسيع قدراتها الفضائية.
في المقابل، وصل عدد الرحلات الفضائية الأميركية إلى 104 رحلات في عام 2023، مقارنة بـ31 رحلة قبل خمس سنوات. وتتشابه الآن كميات الحطام التي خلفتها الصواريخ الأميركية والصينية في المدار الأرضي المنخفض، في حين تمتلك روسيا نصف كمية الحطام بالمقارنة مع الوضع في عام 2023.
[caption id="attachment_599446" align="alignnone" width="2405"]

"صراع خارج الكوكب".. حطام صاروخ صيني يثير توترات بين بكين وواشنطن[/caption]