في خضم تسليطه الضوء على مجريات سباق الرئاسة الأمريكي وما تأمله المنطقة من الرئيس المقبل سواء أكان جمهورياً أو ديمقراطياً، قدم وزير الخارجية الأردني الأسبق مروان المعشر، نصيحة لمن سيرأس الولايات المتحدة.
تصريحات وزير الخارجية الأردني الأسبق
وتعليقاً على انسحاب جو بايدن من سباق الرئاسة، قال المعشر: "لا شك أن انسحاب الرئيس بايدن كان ضرورياً. أعتقد أنه لم تكن له فرصة كبيرة في الفوز بهذه الانتخابات".
وأضاف في مقابلة مع شبكة سي إن إن الأمريكية: "لا شك أن فرص الحزب الديمقراطي تحسنت ولكن بشكل طفيف. ربما من المبكر الحكم على سير الأمور، ريثما يتضح كيفية أداء المرشحة الديمقراطية المفترضة كامالا هاريس".
كما أعرب عن رأيه بشأن ما كان سيحصل في أمريكا في حال نجحت محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب: "هناك انقسام داخلي واضح في الشارع الأمريكي بين مؤيدي ترامب ومؤيدي الحزب الديمقراطي بشكل عام".
وتابع: "يتعدى هذا الانقسام الأمور الشخصية. هناك أمور مفصلية في المجتمع الأمريكي، أمور مثل موضوع الإجهاض ومثل التغير المناخي ومثل الديمقراطية"، مضيفاً "هناك الكثير من الأمور التي فيها اختلاف واضح وكبير بين الحزبين".
كيف ستعكس هوية الرئيس الأمريكي الجديد على العالم؟
فيما يتعلق بهوية الرئيس الأمريكي القادم وكيف ستنعكس سياسته الخارجية على المنطقة والعالم، قال المعشر: "طبعاً بالنسبة للقضية الفلسطينية، لم يكن هناك اختلاف كبير بين موقفي بايدن وترامب، هي سوى أن ترامب طبعاً كان قد قدم مقترحاً كارثياً بالنسبة للقضية الفلسطينية، وهو «صفقة القرن» التي من شأنها قتل حل الدولتين بالكامل وربما كان الحل أيضاً على حساب الأردن".
وزاد: "ليس من الواضح بعد كيف ستكون آراء ومواقف المرشحة كامالا هاريس، ولو أن هناك بعض الآراء التي تقول بأن رأيها بالنسبة للقضية الفلسطينية قد يكون أفضل من رأي بايدن حتى فيما يتعلق بهذه القضية".
وأكمل: "لازال من المبكر الحكم على هذه الأمور ولكن بشكل عام طبعاً فإن الحزب الجمهوري برئاسة ترامب يؤيد سياسة انعزالية، سياسة تقول أمريكا أولاً، وسياسة قد تفرض عقوبات اقتصادية على الكثير من دول العالم ومن بينها الصين".
واستطرد: "أيضاً، لا تعترف هذه السياسات الجمهورية بالتغير المناخي وآثاره. أيضاً، العلاقة مع الناتو ستكون علاقة متشنجة كما كانت أثناء رئاسة ترامب الأولى. ستكون هناك مواقف مختلفة تماماً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حزب يؤمن بالانفتاح على العالم وبالتجارة مع العالم وبالعلاقة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي وإلى غير ذلك، وحزب يؤمن بانعزالية أظهرها ترامب في الرئاسة الأولى وربما ستستمر إن كان سينجح في إعادة انتخابه المرة القادمة".
وزير الخارجية الأردني الأسبق يقدم نصيحة
وخلال حديثه، قدم المعشر نصيحة للرئيس الأمريكي القادم: "أنا أعتقد أنه يجب تبني مقاربة للمنطقة تتعدى وتتجاوز الأمور الأمنية. للأسف، الولايات المتحدة تعاملت مع المنطقة على أساس أمني بحت في أغلب الأحيان".
وأردف: "هناك ضرورة لتجاوز النواحي الأمنية فقط والنظر إلى المنطقة بشكل عام. هناك ضرورة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإرساء سلام دائم وعادل يضمن الحقوق المتساوية للشعب الفلسطيني. وهناك أيضاً ضرورة للتعامل، كما قلت، مع كافة الملفات في المنطقة على أساس من الشراكة وعلى أساس النظرة الكلية التي تتعدى النواحي الأمنية الصرفة".
وختم كلامه: "المشكلة في الولايات المتحدة في الماضي أن كل مشكلة في الشرق الأوسط كان يتم التعامل معها من زاوية أمنية بحتة، سواء من خلال الحرب على العراق أو الحرب على غزة أو غير ذلك. النواحي الأمنية الصرفة لا تستطيع حل مشاكل المنطقة، وعلى أي إدارة أمريكية قادمة أن تعي ذلك وأن تغير من طريقة تعاملها مع المنطقة".
[caption id="attachment_594417" align="alignnone" width="916"]

وزير الخارجية الأردني الأسبق يقدم نصيحة لمن سيرأس أمريكا[/caption]