أعاد البنك المركزي في تركيا وديعة بقيمة 5 مليارات دولار إلى المملكة العربية السعودية، حسب ما أوردته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
وأوضحت الصحيفة أن البنك المركزي التركي أكد يوم الأربعاء إنهاء الاتفاقية التي أبرمتها تركيا مع الصندوق السعودي للتنمية في مارس 2023 بشأن إيداع 5 مليارات دولار، وذلك بالاتفاق المتبادل.
وأضافت الصحيفة أن هذا التحرك من جانب تركيا يعكس تحول الرئيس رجب طيب إردوغان نحو سياسات اقتصادية تقليدية بعد إعادة انتخابه في مايو 2023، مشيرة إلى أن هذا القرار يأتي في إطار سعي إردوغان لتحقيق استقرار اقتصادي في البلاد.
كما ذكرت الصحيفة أن إردوغان أبلغ أعضاء حزب العدالة والتنمية في البرلمان أن "تركيا تسير على الطريق الصحيح وتتحرك نحو أهدافها بخطوات أكيدة"، في إشارة إلى قرار وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية برفع التصنيف الائتماني لتركيا.
وقد أدت سياسة إردوغان في الإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة رغم ارتفاع التضخم إلى دفع الأتراك نحو شراء الدولار.
كما أن الإنفاق الكبير قبل الانتخابات، بالإضافة إلى أسعار الفائدة المنخفضة، زاد من الطلب على السلع المستوردة، مما أدى إلى اتساع العجز التجاري.
وقد أضعف ذلك احتياطيات البنك المركزي من العملات الأجنبية بشكل كبير، مما اعتبره المستثمرون المحليون والأجانب نقطة ضعف اقتصادية كبيرة.
وكانت خطوة السعودية بإيداع 5 مليارات دولار تعبيرًا عن الثقة في قدرة أنقرة على تحقيق استقرار اقتصادي على المدى البعيد.
وأدت سلسلة من الإجراءات، من بينها زيادة أسعار الفائدة التي بدأت في يونيو 2023، إلى رفع عوائد الاحتفاظ بالليرة التركية، مما دفع الكثيرين إلى استبدال مدخراتهم من العملة الأجنبية بالعملة المحلية.
في الوقت نفسه، ساعد التدفق الكبير للدولار واليورو من السياحة واعتدال الطلب على السلع المستوردة في تقليل عجز الحساب الجاري في تركيا، مما خفف الضغط على احتياطيات البنك المركزي.
وأدى ذلك إلى زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى الأسواق التركية، حيث تم ضخ حوالي 12.5 مليار دولار في ديون الحكومة المحلية منذ يونيو الماضي.
[caption id="attachment_594010" align="alignnone" width="2405"]

تركيا تعيد للسعودية 5 مليارات دولار.. ما القصة؟[/caption]