دخلت واشنطن وحلفاؤها في مواجهة مع كوريا الشمالية في الأمم المتحدة، يوم الجمعة، بسبب مزاعم تفيد بأن بيونغ يانغ تنتهك قوانين مراقبة الأسلحة من خلال تزويد روسيا بالأسلحة لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.
في هذا السياق، انتقد نائب المبعوث الأمريكي لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، ما وصفه بـ "عمليات نقل الأسلحة غير المشروعة" من كوريا الشمالية إلى روسيا، مشيرًا إلى أن العلاقات بين هذين البلدين أصبحت أوثق من أي وقت مضى.
وقبل انعقاد اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة هذه القضية، قال وود: "ندين بشدة عمليات النقل غير القانونية التي دعمت بشكل كبير قدرة روسيا على شن حربها ضد أوكرانيا".
وأكد وود أن إمداد كوريا الشمالية بالأسلحة والذخائر ينتهك قرارات مجلس الأمن الصادرة في الأعوام 2006 و2009 و2016.
من جهته، قال جونا ليف، المدير التنفيذي لمركز أبحاث التسلح في النزاعات، والذي يتعقب استخدام الأسلحة في الحرب، لمجلس الأمن، إن المركز وجد أدلة على استخدام صواريخ باليستية كورية شمالية في أوكرانيا، مشيراً إلى أن هذا يشكل انتهاكاً للعقوبات الدولية.
وأوضح ليف أن فريقاً من المحققين التابعين لمركز أبحاث التسلح قد وثّق مادياً بقايا صاروخ باليستي ضرب مدينة خاركيف في 2 يناير 2024، مضيفاً أن المحققين استنتجوا أن الصاروخ من صنع كوريا الشمالية بناءً على عدة سمات.
وأشار ليف إلى أن صواريخ مشابهة استهدفت كييف وزابوريجيا في وقت سابق من هذا العام.
بدوره، نفى السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن تكون موسكو قد حاولت انتهاك العقوبات، وأعرب عن اعتراضه على حضور أوكرانيا والاتحاد الأوروبي للاجتماع.
العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ شهدت نمواً سريعاً في السنوات الأخيرة، حيث استضاف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من هذا الشهر ووقع معه اتفاقية للدفاع المشترك.
وتزداد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، مع قلق كوريا الجنوبية من التقارب بين موسكو وجارتها الشمالية التي تتسم بعدم القدرة على التنبؤ بأفعالها.
من جهتها، تواصل واشنطن الإصرار على أن روسيا تفقد معداتها الثقيلة في أوكرانيا، مما يدفع الكرملين إلى اللجوء إلى مجموعة صغيرة من حلفائه، بما في ذلك كوريا الشمالية، للحصول على الدعم.
وفي مداخلة له أمام مجلس الأمن، قال سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة، كيم سونغ، إنه "لا يوجد ما يدعو للقلق"، مشيراً إلى أن الاتفاقية الموقعة بين موسكو وبيونغ يانغ تهدف إلى "تعزيز التقدم" في العلاقات بين البلدين.
وأدانت كل من فرنسا وبريطانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، ما وصفته بأنه شحنات أسلحة من كوريا الشمالية إلى روسيا في انتهاك للعقوبات الدولية.
[caption id="attachment_589000" align="alignnone" width="2405"]

انتقادات "لاذعة" لروسيا بسبب كوريا الشمالية وبيونغ يانغ ترد[/caption]