يخطط قادة حركة حماس لمغادرة قطر إلى العراق، وسط تصاعد الضغوط من الدوحة وواشنطن على الحركة لإظهار مرونة أكبر في محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وفقًا لما أوردته صحيفة "ذا ناشيونال" يوم الاثنين.
وأشارت مصادر إلى أن الحكومة العراقية وافقت الشهر الماضي على استضافة قادة حماس، بينما تخطط الحركة للانتقال من قطر، حيث ستتولى إيران مسؤولية حماية مكاتب ومنسوبي الحركة في بغداد.
وأكدت المصادر أن فرقًا أمنية ولوجستية من حماس توجهت إلى بغداد للإشراف على التحضيرات للانتقال.
وتناولت الصحيفة أن هذه الخطوة نوقشت الشهر الماضي بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وممثلين عن الحكومتين العراقية والإيرانية.
كما أكد نائب عراقي بارز وزعيم حزب سياسي ذو صلات وثيقة مع الفصائل المسلحة المدعومة من إيران هذه المحادثات.
وأوضح النائب العراقي أن هذا الانتقال المحتمل تمت مناقشته أيضًا في مكالمة هاتفية الشهر الماضي بين هنية ورئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني.
وأشار إلى أنه لا يوجد توافق بين الجماعات السياسية العراقية حول انتقال حماس إلى بغداد، حيث يخشى البعض، خاصة الأكراد وبعض السنة، من تفاقم التوترات مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن قرار الحكومة العراقية باستضافة حماس سيستمر رغم عدم وجود إجماع عليه.
وأوضح النائب العراقي والزعيم السياسي أن بغداد ترحب بفكرة وجود حماس على مستوى عالٍ في العراق، مشيرًا إلى أن قادة الحركة لم يحددوا موعدًا للانتقال بعد، على الرغم من افتتاح مكتب سياسي لحماس في بغداد برئاسة محمد الحافي هذا الشهر.
وأشارت الصحيفة إلى وجود خطط لفتح مكتب إعلامي لحماس في بغداد خلال الأسابيع المقبلة.
تأتي هذه التحركات في ظل استمرار تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة التي تتوسط فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر.
وحملت السلطات الأمريكية حماس مسؤولية عدم تحقيق تقدم بعد اقتراح الرئيس الأمريكي جو بايدن خطة لإنهاء النزاع في غزة.
وأشارت المصادر للصحيفة إلى أن مسؤولي حماس تلقوا تحذيرًا بأنهم قد يواجهون الطرد من قطر، بما في ذلك تجميد أصولهم خارج غزة، إذا لم يُظهروا مرونة في المفاوضات.
وجرى نقل هذا التحذير إلى قيادة حماس، بما في ذلك هنية، في اجتماع عقد في الدوحة هذا الشهر بحضور وسطاء قطريين ومصريين.
وتبع هذه المحادثات زيارة قام بها مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، إلى الدوحة.
وذكرت الصحيفة أنه إذا انتقل قادة حماس إلى العراق، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة تعقيد مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث سيقلل من تأثير الدوحة على الحركة التي يقيم قادتها السياسيون في قطر منذ عام 2012.
وأكدت مصادر أخرى أن حماس تعتزم الاحتفاظ بتمثيل في الدوحة لإدارة العلاقات مع قطر، إذ من المتوقع أن تكون قطر من المساهمين الرئيسيين في جهود إعادة إعمار غزة بعد الحرب.
[caption id="attachment_588371" align="alignnone" width="2405"]

صحيفة أمريكية تكشف عن استعدادات حماس مغادرة قطر.. وهذه وجهتها[/caption]