نشرت صحيفة التلغراف البريطانية، الجمعة، تقريراً عن العلاقة التي تجمع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بنظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني، معتمدة على أرشيف من الصور التي جمعت الجانبين.
علاقة سوناك بـ ميلوني
وقالت الصحيفة: "على الرغم من الاختلافات السياسية، فمن الواضح أنهما مرتاحان برفقة بعضهما البعض كما يظهر لقائهما في مجموعة السبع، والذي قد يكون الأخير، فيما لو خسر حزب المحافظين الانتخابات المقررة في 4 يوليو المقبل ببريطانيا، وسط استطلاعات تؤكد أن الفوز فيها سيكون من نصيب حزب العمال".
واختارت الصحيفة من أرشيفها، صور "انسجامية" النوع وغير عادية بوضوح، وتؤكد أنه بالرغم من الاختلافات السياسية بين ميلوني (47 عاماً) وسوناك (44 عاماً)، فإن لديهما الكثير من القواسم المشتركة، حيث وصلا إلى السلطة في غضون ثلاثة أيام من بعضهما البعض، وهما في نفس العمر ومن الواضح أنهما "يشعران براحة واضحة في صحبة بعضهما البعض".
أول لقاء
أول لقاء لهما كان في 2022 بقمة المناخ COP27 في مصر "حيث لم يواجه الاثنان أي مشكلة بإيجاد أرضية مشتركة في أول اجتماع لهما كرئيسين للوزراء، وفيه ناقشا خططاً لمعالجة الهجرة غير الشرعية والحرب بأوكرانيا، وبدا أنهما يتشاركان روح الدعابة بالإضافة إلى مسارات مهنية مماثلة".
ولفتت إلى أن خلفيتهما لا يمكن أن تكون أكثر اختلافاً "فقد ذهب سوناك إلى مدرسة عامة، ثم عمل في بنك استثماري قبل الزواج من ابنة ملياردير، أما ميلوني فهي أم عزباء نشأت في منطقة للطبقة العاملة في روما بعد أن ترك والدها الأسرة ولم يعد".
[caption id="attachment_586375" align="alignnone" width="872"]

اللقاء الأول بين سونـاك وميلوني نوفمبر 2022[/caption]
وبحسب الصحيفة، فقد أعطت ميلوني دفعة لسـوناك خلال زيارتها لمقره في لندن عندما أشادت باستراتيجيته لمعالجة الهجرة غير الشرعية، قائلة إنه "يعمل بشكل جيد جداً ووافقت على نهجه".
وأضافت: "أما هو، فكان لديه سبب للامتنان لها، حيث لا يؤيد الاتحاد الأوروبي الذي تظل إيطاليا عضواً رائداً فيه، خطة إرسال المهاجرين إلى رواندا، وكانت الخارجية الإيطالية تريد من ميلوني إظهار حماس أقل مما أظهرته".
كما وصفته بأنه "زعيم قوي جداً" وقالت إن علاقتهما العملية الجيدة تعني "بداية جديدة للتعاون بين البلدين".
في أول قمة لمجموعة السبع حضرها رئيسا الوزراء، كان سوناك وميلوني مبتسمين مرة أخرى عندما التقيا في مدينة "هيروشيما" باليابان، حيث اضطرت ميلوني إلى قطع زيارتها لاجتماع زعماء العالم، بعد أن دمرت الفيضانات أجزاء من إميليا رومانيا في شمال إيطاليا واضطرت للعودة إلى الوطن لتنسيق الاستجابة.
[caption id="attachment_586376" align="alignnone" width="870"]

أول قمة لمجموعة السبع كرئيسي وزراء، مايو 2023[/caption]
وفي يوليو الماضي تم تصوير سوناك وميلوني في نوبة من الضحك بينما كانا ينظران إلى شيء ما في هاتفها خلال قمة "الناتو"، حيث تحدث سوناك عن "صداقته" معها وبدأ المعلقون في المملكة المتحدة وإيطاليا في الحديث عن تطويرهم لنسختهم الخاصة من العلاقة الخاصة.
كما وحد الزعيمان قواهما في حملة من أجل القضاء على الهجرة غير الشرعية خلال قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، حيث أشار سوناك إلى أن هناك "اهتماماً متزايداً" بين الزعماء الأوروبيين لتقليد نموذج رواندا.
ووعدت ميلوني بمنع قوارب المهاجرين من عبور البحر الأبيض المتوسط، بالتوازي مع وعد سوناك بمنع القوارب الصغيرة من عبور القناة.
وتم تصويرهما وهما يتحدثان أثناء تناول مشروب في الخارج.
تابعت الصحيفة: "ساعدت ميلوني في نوفمبر الماضي بإنقاذ سوناك من الإحراج من خلال الظهور في قمة الذكاء الاصطناعي في بلتشلي بارك في باكينغهامشير، وهو الزعيم الوحيد لمجموعة السبع الذي فعل ذلك".
وزادت: "بينما أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن نائبته كامالا هاريس، وتغيب أمثال جاستن ترودو وإيمانويل ماكرون وأولاف شولتس عن الحدث، وقفت ميلوني بجانب سوناك لالتقاط صورة عائلية للحاضرين لإضفاء جو من الجدية على الحدث، وقالت إنها فخورة بصداقتها مع سوناك، وقالت له: أولوياتك هي أولوياتي أيضاً".
[caption id="attachment_586385" align="alignnone" width="958"]

صحيفة تنشر صوراً "غير عادية" بين سـوناك وميلوني.. وتكشف ماذا يجمعهما[/caption]
ووفقاً للصحيفة فقد رد سـوناك الجميل في الشهر التالي من خلال التحدث في مهرجان سياسي استضافته ميلوني في روما.
واستخدم رئيس الوزراء البريطاني خطابه للتحذير من أن طالبي اللجوء يمكن أن "يطغوا" على أجزاء من أوروبا، وهو بالضبط نوع الرسالة التي أرادت ميلوني أن يسمعها جمهورها المحلي.
وكانت صحيفة لوموند الفرنسية قد علقت على لقائهما قائلة إن الاثنين "يتعاونان بشكل جيد ولا يفوتان أي فرصة لإظهار ذلك".
[caption id="attachment_586380" align="alignnone" width="868"]

سـوناك يسافر إلى روما ديسمبر، 2023[/caption]
وقالت: "في قمة مجموعة السبع التي وصفت بأنها «البطات الست العرجاء وجورجيا ميلوني»، استقبلت رئيسة الوزراء الإيطالية موكباً من القادة الذكور الذين قد يصبحون عاطلين عن العمل قريباً".
وأردفت: "قبلها سـوناك على خديها عندما بدأت القمة في منتجع بورجو إجنازيا. وضعا ذراعيهما حول بعضهما البعض أثناء التقاط صورة رسمية معاً"، متسائلة "فهل سيكون اللقاء الأخير لهما؟".