سلطت وسائل إعلام غربية، الضوء على ما وصفته "رسائل زعيم فاغنر" من قبره بعد إقالة وزير الدفاع الروسي السابق سيرغي شويغو ونائبه وتعيين وزير جديد.
وأثيرت العديد من التساؤلات حول أسباب الإقالة الصادمة قبل أسبوعين لوزير الدفاع سيرغي شويغو، والتي لحقتها موجة من الاعتقالات التي طالت كبار الضباط تحت ستار مكافحة الفساد.
بينما أعاد بعض المراقبين التذكير بالحملة الشرسة التي شنها زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين على شويغو والجنرال الشهير فاليري غيراسيموف، اللذين اتهمهما بالفساد وعدم الكفاءة قبل وفاته بحادث مريب العام الماضي، معتبرين أن الإقالات أثبتت صحة الاتهامات التي كالها لهما.
كما اعتبروا أنها حملت ما يشبه "الرسالة من قبره"!
فقد قاد بريغوزين، الذي كان يعرف بطباخ بوتين العام الماضي، تمردًا كان من المفترض أن ينتهي بالإطاحة بشويغو وغيراسيموف على السواء.
لكنه بدلاً من ذلك، وضع سيد الكرملين في موقف حرج وتحدى سلطته.
فرد بوتين الصاع، واصفاً زعيم فاغنر بالخائن وجرده من أصوله، قبل أن يتوفى بريغوجين في حادث تحطم طائرة مشبوه، إلى جانب كبار مستشاريه.
ومنذ ذلك الحين، أبقى بوتين تفاصيل القصور في شفافية مشتريات وعقود وزارة الدفاع من الأسلحة، فضلاً عن مزاعم الفساد التي فجرها زعيم فاغنر القتيل بعيداً عن أعين الناس.
كما حرص على ألا يقوم بأي رد فعل غير محسوب في أعقاب التمرد مباشرة، وأجل يوم الحساب وقراره بإقالة شويغو ومحاسبة مستشاريه في الوزارة حتى الشهر الماضي، لكيلا يشكك في سلطته وقوته أمام الشعب الروسي.
في حين وصف محللون، وزارة الدفاع الروسية بأنها واحدة من أكثر الوزارات فساداً في البلاد، حسب ما نقلت شبكة CNN.
إذ كشفت التحقيقات والتوقيفات الأخيرة التي طالت ضباطاً كباراً، فساداً كبيراً في عقود عسكرية بمبالغ طائلة.
وفي السياق، اعتبرت تاتيانا ستانوفايا، زميلة بارزة في مركز كارنيجي أوراسيا، أنه لا يهم إن كان بريغوجين على حق بشأن فساد المسؤولين في الوزارة، مضيفة أن "مصلحة بوتين تتلخص في الحفاظ على النظام داخل بيته".
كما أضافت أن الأمر الأكثر إلحاحاً وأهمية بالنسبة لسيد الكرملين هو تحقيق النصر في أوكرانيا، والذي تلعب فيه وزارة الدفاع دورا محوريا.
فمع تعيين الرئيس الروسي للخبير الاقتصادي المدني أندريه بيلوسوف، الشهر الماضي وزيراً جديداً للدفاع، شدد على أنه يريد من الوزارة، بميزانيتها الضخمة، شراء الأسلحة بسرعة أكبر وبشكل اقتصادي، في علامة واضحة على انتقال البلاد إلى اقتصاد زمن الحرب.
يشار إلى أن أحدث حلقة في سلسلة التوقيفات طالت يوم الجمعة الماضي، فاديم شامارين، رئيس مديرية الاتصالات الرئيسية في القوات المسلحة الروسية، إذ اتهم بـ"تلقي رشوة بقيمة 36 مليون روبل (حوالي 393 ألف دولار) من مصنع يزود الوزارة بالمعدات الحربية والصناعية اللازمة، كما اتهم بأنه منح الشركة عقودًا حكومية مربحة.
أما أبرز المسؤولين الخمسة الذين تم اعتقالهم خلال الأسابيع الماضية، فكان تيمور إيفانوف نائب شويغو، بعد أن وضع قيد الإقامة الجبرية في أواخر أبريل الماضي، للاشتباه في تلقيه رشاوى.
[caption id="attachment_584047" align="alignnone" width="2405"]

"رسائل زعيم فاغنر من قبره".. تقرير يكشف ما يحدث في الكرملين و"خطط" بوتين بقصره[/caption]