في الوقت الذي تعلن فيه مدريد ودبلن وأوسلو اعترافها بالدولة الفلسطينية، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استعداده لاتخاذ خطوة مماثلة.
إلا أن ماكرون أكد على عدم الرغبة في الاستسلام للعواطف، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس في ألمانيا.
وقال ماكرون: "لا توجد محرمات بالنسبة لفرنسا، وأنا على استعداد تام للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن أعتقد أن هذا الاعتراف يجب أن يأتي في الوقت المناسب".
وشدد الرئيس الفرنسي على أنه "لن يقوم باعتراف عاطفي" بالدولة الفلسطينية، مشيراً إلى الضغوط المتزايدة من اليسار الفرنسي على حكومته للاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث يرون أن هذا القرار يمكن أن يساهم في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، في ظل تصاعد العنف في غزة.
وعلى النقيض، يعارض اليمين واليمين المتطرف هذه الخطوة، معتبرين إياها تنازلاً لحركة حماس.
وأكدت المتحدثة باسم الحكومة، بريسكا ثيفينوت، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "ليس من المحرمات"، لكنه غير ملائم في الوقت الحالي.
وأضافت: "يجب أن نتأكد من توفر الشروط اللازمة قبل اتخاذ هذا القرار".
ويشهد الوسط السياسي الفرنسي انقسامات حول مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حتى داخل المعسكر الرئاسي. حيث أكد برنار غينا، عضو البرلمان الأوروبي والمرشح في قائمة الأغلبية الرئاسية للانتخابات البرلمانية الأوروبية المقبلة، أنه "يجب على فرنسا أن تعترف بالدولة الفلسطينية لتسريع استئناف المفاوضات".
وأيد هذا الموقف أيضاً وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان، المبعوث الحالي للرئيس الفرنسي إلى لبنان، الذي اعتبر أن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية أصبح ضرورياً".
وقد شهدت الجمعية الوطنية الفرنسية هذا الثلاثاء جلسة صاخبة بعد أن رفع النائب عن حركة "فرنسا الأبية" اليسارية الراديكالية، سيبستيان دلوغي، علم فلسطين احتجاجاً على الأحداث في غزة، مما أدى إلى تعليق الجلسة ومعاقبته لاحقاً.
وفي مقال نُشر في صحيفة "لوموند"، دعا العديد من المثقفين والناشطين ورجال الأعمال الفرنسيين الرئيس ماكرون إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية دون تأخير، معتبرين أن هذا الاعتراف يجب أن يكون الخطوة الأولى نحو مفاوضات تؤدي إلى مرحلة تاريخية جديدة في المنطقة.
[caption id="attachment_583473" align="alignnone" width="2405"]

هل تعترف فرنسا بالدولة الفلسطينية.. ماكرون يجيب ويتحدث عن الموعد[/caption]